المبادرة إلى السلام والكلام الطيب يكسر سورة العداوة

0 1501

السؤال

أنا متزوجه من ابن عمتي منذ 16 سنة، وأخت زوجي أصغر مني ب10 سنوات، وعمري 35 وهي 25 وفي عيد الأضحى الفائت حماي ذبح عجلا وأنا وسلفاتي نسكن في نفس العمارة مع حماتي التي هي عمتي ونزلت لهم وكان سلفاتي يقطعن كبد العجل لنتناول العشاء فقلت أنا أعرف أن أشتغل جيدا لكن حماتي قالت بعدين وأخت زوجي طهت الطعام وقالت حماتي قدمي الأطباق لنا وساعديها فذهبت وقدمت طبقا لكل واحدة من سلفاتي فقالت أخت زوجي لأمها خلاص يا ماما الكل أخد فقالت لها نعم تعالي وأفرغي لنفسك طبقا وأنا لم آخد طبقا مع العلم أن الأكل كثير وفائض بزيادة رأيته بعيني وجلست باستحياء وسلفاتي يأكلن كل واحدة طبقا ووجدت حماتي تعزم علي أن آكل معها في طبقها الذي لا يكفي إلا فردا واحدا فقط وابنتها ملأت لنفسها طبقا لتأكله وقالت أخت زوجي لم لم تأخدي طبقا فقلت لها خلاص سآكل مع حماتي وكنت محرجة جدا وجاءت سلفة أخرى من سلفاتي فقامت أخت زوجي بإحضار طبق لها وفي الحقيقة انحرجت أمام سلفاتي وشكوت لزوجي فقال سأسألهم لماذا فعلوا ذلك فقالت له حماتي لا أقصد شيئا المهم في ثاني يوم كان أول يوم العيد فقال لي زوجي انزلي معي لكي يعيد عليهم فقلت حاضر، ولما دخلت سلمت على حماي وحماتي وقلت لأخت زوجي كيف حالك يا فلانة فردت وهي تعطيني ظهرها الحمد لله فشعرت أنها غاضبة وعند خروجي قلت السلام عليكم عملت نفسها تكلم سلفتي، لئلا ترد علي السلام وفي ثالث يوم ذهب أخوات زوجي للتنزه معنا كالعادة ومعنا أخت زوجي وكنت أجلس في محل والد زوجي ولما رأتني أخت زوجي نظرت إلي نظرة غضب ولم تدخل المحل لتسلم علي ودخلت سلفتي وكانت معها وسلمت علي وفي الحقيقه تضايقت ولما خرجت من المحل وهي تقف خارجة لكي لا تسلم علي لم ألق عليها السلام أليس ربنا قال: وجزاء سيئة سيئة مثلها؟ وكنت أخاف من هجر المسلم لأخيه المسلم فنزلت عند حماتي لزيارة حماي لأنه كان تعبان ولما فتحت ألقيت عليها السلام فردت السلام ولما نزلت مرة أخرى قلت لها كيف حالك فقالت الحمد لله وبعدها كلما أنزل أسلم عليها وأقول لها في كل مناسبة كل سنة وأنت طيبة كالجميع ولكن لا يحدث حوار بيني وبينها إلا كلاما عاديا يعني تقول لي اعملي هذا أقولها ماشي كلام عادي للضرورة واسترحت نفسيا لأنني خرجت من الهجر وقطع الرحم ولكن في يوم كالعادة نزلت عندهم ولم أجدها ودخلت علي وكانت سلفتي معها وسلفتي الأخرى تجلس معي ومع حماتي ولما دخلت قالت السلام عليكم فقط ولم تسلم مع العلم أن هذه أول مرة تدخل علي في مكان من اليوم الذي حصل فيه ما حصل ودخلت سلفتي الأخرى وسلمت علي كعادتنا وعند خروجي سلمت على سلفتي وحماتي ولم أسلم عليها لأنني تضايقت وقلت لأمي، فقالت لا طالما ألقت السلام عليكم فليس من حقك أن تغضبي قلت خلاص مع علمي أنها لم تسلم علينا لأنني فيهم وأنا متأكدة من ذلك ومع ذلك نزلت عندهم ولما فتحت قلت لها كيف حالك يا فلانة وجلست وتكلمت مع حماتي كالعادة لأنه لا يدور بيني وبين أخت زوجي حوار غير التحية وقدمت لي أخت زوجي مشروبا وخرجت وسلمت عليها عند الخروج وفي المرة التي بعدها كنت جالسة مع حماتي ودخلت علينا أخت زوجي من الخارج للمرة الثانية لكنها هذه المرة لم تسلم يعني دخلت وكأني غير قاعدة فاحترق دمي وأحسست أن لا كرامة لي لأنني كل مرة أحييها وأكلمها وهي متعمدة أن لا تلقي علي التحية وتقل لي السلام عليكم فقلت لزوجي فقال لي لا تسلمي عليها إنها تفعل ذلك تريد أن تحقرك فافعلي مثلها ولا تسلمي فقلت له لكني أخاف من هجر المسلم فقال إنها هي التي تفعل ذلك والعدل أن تعملي مثلها لتحترمك وبعدها نزلت ولما فتحت الباب ألقيت السلام فردت السلام وبعد ما نزلت وزوجي لكي نحضرها معنا لصلاة العيد قال زوجي ادخلي البلكونة فقلت له أين أختك قال إنها تلبس فوقفت ووقف زوجي معي في البلكونة ودخلت علينا تقول لأخيها يا الله ولم تلق التحية أو تقول حتى كل سنة وأنت طيبة أو حتى كأني غير موجودة فخرجنا للصلاة ولم أتكلم معها ولا كلمة وبصراحة يا شيخ أحس أنني لو فعلت أكثر من هذا فسيحصل لي حاجة من الغيظ يعني ربنا يقبل أن أكلم واحدة وألقي عليها السلم والتحية وهي لم تسلم علي أبدا ومتعمدة، فهل هذ يرضي ربنا؟ نعم أنا أعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل وقال له: لي قرابة أصلهم ويقطعونني ـ إلى بقية الحديث ولكن هل أتحمل وأمرض وربنا قال: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وجزاء سيئة سيئة مثلها ـ وأنا غير قادرة أن أعفو لأنني عفوت وألقيت عليها السلام مع أنها من بدأت بالقطيعة لكن لو كلمتها فستزيد أكثر وتبقى كذلك طول العمر فأنا سأكتفي أن ألقي السلام عند رؤيتها ولن أحييها بغير ذلك، فهل علي وزر؟ وإذا سلمت باليد على سلفاتي أمامها لأنهن يسلمن علي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر والتباغض، فعن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث. صحيح مسلم
 فلا يجوز لك مقاطعة أخت زوجك لمثل هذه الأسباب التي ذكرت فوق ثلاثة أيام، والقطيعة تزول عند الجمهور بمجرد السلام مع التنبيه على أن الأصل في معاملتنا للمسلمين أن نحسن الظن بهم ونحمل أقوالهم وأفعالهم على أحسن الوجوه، كما أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يوجد المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم { فصلت: 34}.

فالذي ننصحك به أن تحسني معاملة هذه المرأة وتبادريها بالسلام وبالكلام الطيب ولو كان ذلك تكلفا، قال الغزالي: بل المجاملة تكلفا كانت أو طبعا تكسر سورة العداوة من الجانبين وتقلل مرغوبها وتعود القلوب التآلف والتحاب وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض.

واعلمي أن العفو يزيد صاحبه عزا وكرامة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا.

كما أن العفو سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم {النور:22}. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة