السؤال
عمري 25 سنة، تقدم لي شاب سمعت أنه معروف في محيطنا بخلق طيب ـ والله أعلم ـ وهو يصلي وله قدر من الدين، لكن هذا القدر لم يرضني، خاصة وأنني أطمح إلى تحسين ديني بدراسة العلم الشرعي قريبا ـ بإذن الله ـ وقال إن نيته الزواج بذات الدين التي تعينه على طاعة ربه وهو مكتف بهذا، فرفضته لأنه يصافح النساء، وأنا أرفض المصافحة وأنفر من المصافحين، وهذا الشاب بدأ مجتهدا وساعيا في طريق الله وتقبل نصائحي بروح طيبة، لكنني خشيت على مستقبل ديني معه، خاصة وأنني أرى أننا مبتدئان ونحتاج إلى الدعم الديني الكبير قبل تحمل مسؤولية العائلة والأطفال ـ إذا قدر الله ـ إضافة إلى أنه يعمل بالخارج وهو ما يزيد خوفي من المستقبل وإحساسي بعظم المسؤولية الدينية المترتبة على مستقبلي معه، بالإضافة إلى ذلك، فإن زواجي منه يترتب عليه بإذن الله التخلي عن طموحاتي بدراسة العلم الشرعي في بلادنا والارتقاء المبني على ذلك بإذن الله خاصة وأنني أحلم بحياة زهد وجهاد بعد تحصيل العلم وهو ما يصعب تحقيقه إن تزوجت حاليا ومع طريقة تفكير الشاب، ثم أخشى أن أظلمه بجهلي أو بإشعاره بأنني تخليت من أجله عن طموحاتي الدينية الأخرى التي طالما ترعرعت لسنوات في نفسي بانتظار الفرصة المناسبة للعلم والعمل به، وأخشى أن أظلمه باستعلائي عليه، إذ بسبب علاقتي الوطيدة بطالبات علم شرعي تعودت على مستوى معين من الوعي والارتقاء في العلاقة بحيث بدا الشاب لي دون مستوى ما تعودت عليه في علاقتي مع أخواتي في الله، بل شعرت بنفور سريع منه من البداية لما رأيته من عدم تكافؤ في مستوى الأفكار، نفور ثبت وترسخ مباشرة إثر صلاة استخارة بشأنه، وهذا كان مباشرة بعد أن سعى إلى مخاطبتي عن طريق الإنترنت في نيته الزواج فرفضته مباشرة بناء على هذا الشعور القوي بالنفور، لكن من جهة أخرى لما زارنا في محاولة أخرى رسمية أكثر بنية الخطبة وتحدثت معه مباشرة شعرت بأريحية نحوه ووالداي سرا به وبشخصه كثيرا، احترت كثيرا بسبب تمزقي بين هذه الأريحية لخلقه والنفور من مستوى أفكاره الدينية، إذ وجدت صعوبة في نسيان ذلك النفور القوي الذي بدا لي ثمرة صلاة الاستخارة حينها، والأهم من هذا كله لا أرى نفسي مؤهلة للزواج تأهيلا كافيا، وأخشى سوء عاقبة أن أختار شخصا لا يبدو لي كفؤا دينيا والله أعلم، أرجو الزواج بطالب علم شرعي وأسعى لتأهيل نفسي عسى أن أكون أهلا لذلك، فبم تنصحونني أكرمكم الله؟.