السؤال
عند قراءتي لفتوى نسخ برامج الكمبيوتر، ذكرتم: ما لم يؤد ذلك إلى القسم الكاذب.
هل القسم الكاذب الذي تقصدونه عند استعمال البرامج المنسوخة هو الحلف بالله تعالى؟ يعني هل القسم الكاذب يجب أن يحتوي على عبارة "والله" بالضرورة ليكون قسما كاذبا.
وبالتالي، عند تنصيب برنامج الكمبيوتر نجد شروطا من بينها: أن لا نستعمل كلمات عبور غير مشتراة، ثم أنت تضغط على زر أنا موافق، فهل هذا قسم كاذب فهو ليس فيه عبارة: و الله؟
مثال: برنامج كمبيوتر يظهر لك قبل تنصيبه عقد استخدام. لا يمكن لأي شخص تنصيب هذا البرنامج و استخدامه إلا بضغط زر الموافقة أي أن الذي سيقوم بتنصيب البرنامج موافق على شروط العقد. من بين شروط العقد: لك الحق أن تستعمل البرنامج ثلاثين يوما مجانا، و بعد انتهائها يجب عليك إما أن تمحو البرنامج أو أن تشتريه. فهذا عقد لا يحتوي على عبارة: والله إني موافق على شروط العقد. فهل هذا يعني أنه ليس بقسم كاذب إذا ما خالفت شروط العقد لعدم وجود كلمة: "والله"؟
من بين الشروط أيضا :لا يجب عليك الكشف عن الأرقام السرية للبرنامج بالهندسة العكسية و توزيعها على الناس.
إذا اعتبرنا حسب السؤال الفارط أن مخالفة الشروط مع الموافقة ليست بقسم كاذب، إذن يجوز تحميل الأرقام السرية للبرامج من المنتديات و استعماله في البرنامج عملا بمن يجيزون نسخ البرامج للاستعمال الشخصي.
ملاحظة هامة جدا: كل البرامج التي نستعملها غير أصلية و كلنا نستخدمها بالكراك، والبرامج الأصلية غير متوفرة ببلدي، و إمكانية شراء الأصلية غير وارد.
و أغلب البرامج تحتوي عقودا تحتوي شروطا كالذي ذكرته في الأعلى.
لذلك، أنا أقول لكم سواء أقلتم بأن ذلك قسم كاذب أو قلتم هو ليس بقسم كاذب، حرام أو حلال، سأواصل استخدام البرامج المنسوخة حتى بهذه الشروط!!
و إنما ذكرت هذا، حتى ألفت انتباهكم بشدة و أضعكم في الواقع و في مكاني لعلكم تجدون لنا عذرا في استخدام هذه البرامج المنسوخة، إذ لا طريقة غير التي ذكرت، و كما يقول المثل: لا يحس بالجمرة إلا من يمشي عليها. فيسروا.
ملاحظة أخرى: أنا أرى أنكم تقومون بدور "المعرقل"! أنظر كم من أسبوع و أنا أنتظر حتى أسأل السؤال و أجد الإجابة عنه و حتى أعيد السؤال مرة أخرى محاولا إقناعكم و أخسر في كتابته ساعة إلا ربع، في حين أن غيري بدأ يتعلم استخدام البرنامج و تقدم علي و لعله أصبح محترفا!
فعودوا إلى الواقع و كفانا من الفتاوى "المثالية" التي لا تقبل التطبيق في الواقع و التي لا يقبلها عقل و توتر الجهاز النفسي للإنسان.
ملاحظة أخرى: أصدروا فتاويكم حسب حال البلدان و واقع الشعوب، كل بلد له حال خاصة، و حسب الزمان، بلد فيه النساء أغلبهن متحفظات، و آخر أغلبهن متبرجات، زمن فيه النساء أغلبهن متحفظات، و آخر أغلبهن متبرجات. زمن فيه الموسيقى غير موجودة، و آخر الموسيقى فيه منتشرة.
ففي البلد و الزمن السيء، يجب عليكم أن تلتمسوا احتياجات الناس و الضرورات التي يقعون فيها كالنظر للمعلمة للتعلم، و التفرج على البرامج الوثائقية الأجنبية حتى يتحرك العقل بما فيها من موسيقى تتزامن مباشرة مع التعليق و بما فيها من تبرج. يا أخي في الله، يسروا و لا تعسروا، يسروا و لا تعسروا، يسروا و لا تعسروا.
النبي صلى الله عليه و سلم غضب من ناس اقترحوا على رجل أن يغتسل بعد أن أصيب بحجر في رأسه حتى مات. تذكر: غضب و لم يفرح..
فلا يليق أن تعطوهم فتاوي ينعزلون بها و تبعدونهم عن واقعهم و لا تقبلها عقولهم. و فتاوى نعاكس بها سكان بلد كامل كعيد ميلاد و الأعياد الوطنية و الكرة، و لا مشاهدة أخبار و لا زيارة أعراس، و ترك الدراسة بسبب الاختلاط و النظر، و لا حديث مع الناس إلا لنهيهم عن المنكر أو لا يجوز الحديث، و منع الخلوة داخل غرفة الطبيب ووو حتى أنه الذي أقول له هذه الأشياء يقول لي:"كيف ستعيش؟!؟!"
تعالوا إلى هنا و تعرفوا على الواقع، فإن ركبت في تاكسي، كم من شىء ستنهى عنه؟ هو يخالف قواعد الطريق بشذوذ أغلبهم، الراديو يشتغل و كل إذاعات الراديو فيها موسيقى، ثم يأخذ سيجارة و يدخن، ثم يقول كلاما بذيئا، ثم يسب سائق عربة، ثم تصعد فتاة متبرجة بجانبك، ثم يسخر من فلان، ووو
أنت بهذه الطريقة كلما التقيت شخصا ستشرع في النهي عن المنكر ، و ربما لن يكفيك الوقت لتنتهي من ذلك و لا وقت بعد ذلك للاستماع لحديثه ولعله يسأم منك أو يرفضك..
ألا تعتقدون أنكم هكذا تكونون عقول جامدة و غبية، و أنكم عرضتم التقي ليكون أجهل و أفقر الناس، نعم فقد ساد اعتقاد في مجتمعنا أن التقي دائما شقي و هو دائما فقير، و إن أردت أن تصبح غنيا فعليك أن تتشيطن و أصبحت تلك منزلة يتمناها الناس..
كما أن كل الأطفال يشاهدون قنوات الرسوم المتحركة التي لا تخلو من موسيقى و مخالفات أخرى. بالله كيف ستمنعه من ذلك؟ أليس من بقية الأطفال؟ أم تحبسه داخل المنزل هو الآخر؟؟!!.