السؤال
صليت الفجر مع إمام و كان عندما يقرأ الفاتحة يوصل بين الرحمن الرحيم و مالك يوم الدين بدون إظهار كسرة ميم الرحيم. فهل بطلت الصلاة؟
صليت الفجر مع إمام و كان عندما يقرأ الفاتحة يوصل بين الرحمن الرحيم و مالك يوم الدين بدون إظهار كسرة ميم الرحيم. فهل بطلت الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا لم يحصل تغيير للمعنى بما فعل القارئ فصلاتكم صحيحة؛ و إذا كان يصل بلا إدغام فهو لحن جلي، أما إن كان يدغم فإن هذا الإدغام يسمى عند أهل القراءات والتجويد : إدغام كبير , وهذه قراءة السوسي عن أبي عمرو -وهو أحد القراء السبعة المشهورين- فإنه يدغم الميم المتحركة في "الرحيم" مع الميم المتحركة أيضا في " ملك " لهذا سمي إدغاما كبيرا إلا أنه يقرأها "ملك" وليس كما ذكرت "مالك" , فإن كان الإمام قد قرأها: "مالك" على قراءة عاصم فيكون قد وقع في التلفيق بين القراءات، وفي جوازه خلاف بين أهل العلم، إلا أن التفصيل الذي ذكره ابن الجزري هو الوسط.
فقد قال في النشر: والصواب عندنا التفصيل والعدول بالتوسط إلى سواء السبيل فنقول: إن كانت إحدى القراءتين مترتبة على الأخرى فالمنع من ذلك منع تحريم كمن يقرأ ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) بالرفع فيهما أو بالنصب آخذا رفع آدم من قراءة غير ابن كثير ورفع كلمات من قراءة ابن كثير ونحو ( وكفلها زكريا ) بالتشديد مع الرفع أو عكس ذلك ونحو ( أخذ ميثاقكم ) وشبهه مما يركب بما لا تجيزه العربية ولا يصح في اللغة، وأما ما لم يكن كذلك فإنا نفرق فيه بين مقام الرواية وغيرها، فإن قرأ بذلك على سبيل الرواية فإنه لا يجوز أيضا من حيث إنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية، وإن لم يكن على سبيل النقل بل على سبيل القراءة والتلاوة فإنه جائز صحيح لا منع منه ولا حظر، وإن كنا نعيبه على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام، إذ كل من عند الله نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين تخفيفا عن الأمة، وتهوينا على أهل هذه الملة ... انتهى.
وانظر للفائدة في موضوع القراءات المتواترة للقرآن الكريم الفتاوى التالية أرقامها: 11163 , 18304 , 21795 .
والله أعلم.