السؤال
ما هي الآية القرآنية التي جاءت مفسرة لقوله تعالى: ( تنزيل من الرحمن الرحيم )؟ وما وجه تفسيرها ضمن أوجه تفسير القرآن بالقرآن؟
ما هي الآية القرآنية التي جاءت مفسرة لقوله تعالى: ( تنزيل من الرحمن الرحيم )؟ وما وجه تفسيرها ضمن أوجه تفسير القرآن بالقرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية تفسرها الآيات المصرحة بأن القرآن منزل من رب العالمين والمبينة لصفات الله العظيم المنزل للقرآن كقوله: وإنه لتنزيل رب العالمين (الشعراء:192). وقوله: تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم (الزمر:1). وقوله تعالى: إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78) لا يمسه إلا المطهرون (79) تنزيل من رب العالمين (80). الواقعة. وقوله تعالى: وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (41) ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون (42) تنزيل من رب العالمين (43). الحاقة. وقوله تعالى: طه (1) ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى (2) إلا تذكرة لمن يخشى (3) تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى (4). طه. وقوله تعالى:يس (1) والقرآن الحكيم (2) إنك لمن المرسلين (3) على صراط مستقيم (4) تنزيل العزيز الرحيم (5) لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون (6) يس.
قال الشيخ الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: قد دل استقراء القرآن العظيم، على أن الله جل وعلا، إذا ذكر تنزيله لكتابه، أتبع ذلك ببعض أسمائه الحسنى، المتضمنة صفاته العليا. ففي أول هذه السورة الكريمة، لما ذكر تنزيله كتابه، بين أن مبدأ تنزيله كائن منه جل وعلا، وذكر اسمه الله، واسمه العزيز، والحكيم، وذكر مثل ذلك في أول سورة الجاثية، في قوله تعالى: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين}، وفي أول سورة الأحقاف في قوله تعالى: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق}. وقد تكرر كثيرا في القرآن، ذكره بعض أسمائه وصفاته، بعد ذكر تنزيل القرآن العظيم، كقوله في أول سورة: {حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير}، وقوله تعالى في أول فصلت: {حم * تنزيل من الرحمن الرحيم}. وقوله تعالى في أول هود: {ألر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير}، وقوله في فصلت: {وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}، وقوله تعالى في صدر يس: {تنزيل العزيز الرحيم * لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم}، وقوله تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين}. وقوله تعالى: {تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل}. ولا يخفى أن ذكره جل وعلا هذه الأسماء الحسنى العظيمة، بعد ذكره تنزيل هذا القرآن العظيم، يدل بإيضاح، على عظمة القرآن العظيم، وجلالة شأنه وأهمية نزوله. اهـ
والله أعلم.