إحسان المرأة لأهل زوجها من حسن عشرتها له

0 325

السؤال

أفيدوني يرحمكم الله، أنا متزوجة منذ ما يقارب 25 سنة، ونسكن خارج الوطن، ونكلم أهل زوجي كل أسبوع، وفي بعض المرات يكلم زوجي وحده لانشغالي منذ فترة، وكلما قال زوجي لأبيه إنني أريد مكالمته قفل السماعة في وجهي بدون أن أعرف السبب، وأثر علي هذا التصرف صحيا وعائليا وارتفع ضغطي، ومن المستحيل أن يناقش زوجي والده في الموضوع لخوفه من عقبات هذا، فوالده مريض بالسكر ونخاف أن ترتفع نسبة السكر لديه ويصير ما لا تحمد عقباه، وكذلك لعدم قبول والده لأي نوع من الحوار؛ لأنه إنسان مزاجي ويعتبر أن ما يقول وما يعمل هو الصحيح، فبعد ما كلمناه في عيد الفطر بأيام اتصلنا مرة أخرى وأخبره أنني أريد السلام عليه فصرخ وانفعل وقفل السماعة في وجهي، وخوفا على صحتي أولا ومن الإهانة وغلق الهاتف في وجهي كل مرة بدون سبب واضح وعلى ما سيحدث لوالده قررت مكالمة أم زوجي وحدها يوم عيد الآضحى، والطلب منها إبلاغه سلامي ومعايدتي، وهذا حتى لا ينقلب العيد، ويقول أخو زوجي إنني عكرت عليهم فرحة العيد فصرخ وانفعل قال لماذا لم أكلمه؟ إذا كلمته لا يعجبه، وإذا امتنعت نفس الشيء، أنا في حيرة للعلم صرت لا أتقبل هذا التصرف نهائيا، فهل علي إثم في هذا التصرف؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال كما ذكرت فلا إثم عليك ـ إن شاء الله ـ فيما وقع بينك وبين أهل زوجك، بل الظاهر أنك حريصة على صلتهم وإحسان معاملتهم، فأبشري خيرا، واعلمي أن إحسانك إلى أهل زوجك وتجاوزك عن زلاتهم، وإعانتك لزوجك على بر والديه وصلة رحمه، كل ذلك من تمام حسن معاشرة الزوج ومن حسن الخلق الذي يثقل الموازين يوم القيامة، وينبغي لزوجك أن يجتهد في إصلاح العلاقة بينك وبين والده ويستعمل الحكمة والمداراة في سبيل ذلك، فيجوز له أن يتكلم إليه وينقل له عنك كلاما يجلب المودة ويذهب الشحناء وإن لم يكن واقعا، وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الكذاب الذى يصلح بين الناس ويقول خيرا وينمى خيرا. رواه مسلم.

كما ننبه إلى أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم { فصلت: 34}.
 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة