درجة حديث (أثقل الصلاة على المنافقين..) وحديث صفوان بن المعطل مع امرأته

0 431

السؤال

ما صحة حديث: من لم يحضر صلاة الجماعة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أثقل صلاة على ... انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار . ... إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة. والشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبادر صفوان بالحـكم عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فأما حديث " أثقل الصلاة على المنافقين ... " فهو حديث صحيح رواه البخاري و مسلم - ولفظ مسلم - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار . اهـ .
كما أن حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه هو حديث صحيح أيضا، فقد رواه أحمد و أبو داوود – واللفظ لأحمد وصححه الحافظ والألباني - من حديث أبي سعيد الخدري قال: جاءت امرأة صفوان بن المعطل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل يضربني إذا صليت، ويفطرني إذا صمت، ولا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس. قال وصفوان عنده. قال فسأله عما قالت فقال يا رسول الله أما قولها يضربني إذا صليت فإنها تقرأ سورتين فقد نهيتها عنها، قال فقال لو كانت سورة واحدة لكفت الناس، وأما قولها يفطرني فإنها تصوم وأنا رجل شاب فلا أصبر قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها. قال: وأما قولها بأني لا أصلي حتى تطلع الشمس فإنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال: فإذا استيقظت فصل. اهـ .

وحاشا صفوان أن يكون من المنافقين وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:  ما علمت عليه إلا خيرا . كما في الصحيحين , وقد قال الذهبي في السير بعد ذكره لحديث زوجة صفوان ونومه عن الصلاة : فهذا بعيد من حال صفوان أن يكون كذلك، وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم على ساقة الجيش: فلعله آخر باسمه . اهـ.  ولو فرض أنه هو فإنه معذور بنومه عن الصلاة بسبب ثقل نومه الذي كان معروفا به وكذا أهل بيته كانوا معروفين بثقل النوم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  أما إنه ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. رواه مسلم, والمؤمن لا تثقل عليه الصلاة وإنما قد ينام عنها لغلبة النوم عليه , بينما المنافق تثقل الصلاة عليه ولو كان مستيقظا كما قال تعالى:  ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى.  وصلاة الفجر والعشاء أشد ثقلا عليه.

قال الحافظ : وإنما كانت العشاء والفجر أثقل عليهم من غيرهما لقوة الداعي إلى تركهما ، لأن العشاء وقت السكون والراحة والصبح وقت لذة النوم .. اهـ

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات