السؤال
أخرج الحاكم في المستدرك عن بريدة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كسينا؟ فيقال: بأخذ ولدكما القرآن. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، هذا ثواب الوالدين، فما هو ثواب الزوج إذا كانت الزوجة قد حفظت القرآن إن شاء الله في بيته وليس في بيت والديها؟ ومن سيرتدي هذا التاج: الزوج أم الوالدان؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور ومثله ما في سنن أبي داود عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا. وهو ضعيف، كما قال الألباني.
قال في عون المعبود: فما ظنكم: أي إذا كان هذا جزاء والديه، لكونهما سببا بوجوده بالذي عمل بهذا أي القرآن. اهـ.
والحديثان يدلان على مدى الكرامة التي يكرم الله تعالى بها حفظة القرآن ووالديهم يوم القيامة، وظاهرهما أن هذا الفضل خاص بوالدي حامل القرآن العامل به، حيث إنهما السبب في وجوده، لكن الزوج إذا أعان زوجته على حفظ القرآن، فلا شك أنه يؤجر على ذلك، لأنه من الإعانة على الخير.
والله أعلم.