السؤال
لي استفسار حول معنى هذا الحديث، أرجو من فضيلة الشيخ شرحه حتى أفهمه (علما بأني إندونيسي): ورد في فتح الباري حديث، فيه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر مرضعاته في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم...إلخ. مع الشكل إن أمكن... فأفيدوني، مشكورين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنص الحديث هو: كان يأمر برضعائه ورضعاء فاطمة، فيتفل في أفواههم، ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل. اهـ.
وفي رواية أبي يعلى: كان يعظمه حتى يدعو برضعائه ورضعاء ابنته فاطمة فيتفل في أفواههن، ويقول للأمهات : لا ترضعنهن إلى الليل.
قال ابن حجر عن الحديث: أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به.
وقد جزم الألباني بضعفه في تحقيقه لصحيح ابن خزيمة.
والرضعاء جمع رضيع وهو الصبي الصغير الذي لا يزال في سن الرضاعة وهي فترة الحولين الأولين من عمره، فمعنى أنه كان يأمر بصيام الأطفال في سن الرضاعة ويتفل في فم الواحد، وفي رواية للطبراني أن ذلك يكفيه الى الليل بسبب بركة ريق النبي صلى الله عليه وسلم كما في المجمع للهيثمي.
والحديث يدل على صيام الصبيان، ويؤيده حديث الصحيحين عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياه عند الإفطار.
قال ابن حجر معلقا على حديث الربيع: وفي الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان على الصيام، كما تقدم لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في الحديث فهو غير مكلف. انتهى.
وقال النووي: وفي هذا الحديث تمرين الصبيان على الطاعات وتعويدهم على العبادات لكنهم ليسوا مكلفين. انتهى.
والله أعلم.