السؤال
في طرقات المسلمين الآن نرى ونسمع كثيرا مما يغضب الله تعالى، ومن السفاهة وقلة الدين والأدب ما لا حصر له من سب الدين ومعاكسة الفتيات، والألفاظ النابية. وآخر ما سمعت وأحزنني واحترت ماذا كنت سأفعل إذا سمعت هذا الكلام أن سفيها يقف ومعه كلب يروع أختا ملتزمة وترتدي النقاب فقال لها قبحه الله (مع أن هذا الكلب سلفي)
والسؤال:هل يطلب (بضم الياء)من المسلم أحيانا التدخل بالقول الغليظ والعنف في الكلام أو التدخل باليد إذا تطلب الأمر، إذا كان السفه في القول والأفعال من هذه النوعية؟ وإذا لم يكن هذا من الواجب عليه فهل يأثم إذا فعل ذلك خاصة أنه قد يتلفظ لا إراديا أو من شدة الغضب بألفاظ خارجة؟ وكيف نواجه هؤلاء السفهاء خاصة أنهم في هذه المواقف لا يقبلون النصحية حتى لو كانت لينة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الرفق لا العنف، وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى نحيلك منها على الفتويين: 21557 - 45312. ولكن هذا الأصل يمكن العدول عنه إذا اقتضى الأمر ذلك، كما هو الحال في الإنكار على المعاندين.
قال الشيخ ابن باز: وأما أصحاب الحسبة وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فعليهم أن يلتزموا بالآداب الشرعية، ويخلصوا لله في عملهم، ويتخلقوا بما يتخلق به الدعاة إلى الله من حيث الرفق وعدم العنف، إلا إذا دعت الحاجة إلى غير ذلك من الظلمة والمكابرين والمعاندين فحينئذ تستعمل معهم القوة الرادعة؛ لقول الله سبحانه: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم. وقوله صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. خرجه مسلم في صحيحه. اهـ.
وأما الإنكار باليد فيكون على القادر على القيام به من غير أن يترتب على ذلك منكر أكبر، وراجع الفتوى رقم 131498 وهي في فقه إنكار المنكر.
وننبه إلى أنه يجب على المسلم حفظ لسانه، وخاصة من سب الدين، فذلك من الكفر المبين، وتراجع فيه الفتوى رقم 133 والفتوى رقم 8927. ويجب أيضا الحذر من الاستهزاء بالمؤمنين، فذلك طريق إلى الضلال والخذلان، ولا سيما إن كان الاستهزاء بسبب ما هو عليه من دين، وانظر الفتوى رقم 118350.
والله أعلم.