علاج جفاء الأب تجاه أولاده

0 283

السؤال

أعيش مع أهلي في بناية واحدة وفي شقة وحدي في الطابق الأرضي وليست ملكي، مع العلم أنني شاركت بجزء من المال في ثمن هذا البيت وأنا متزوج وعندي بنت وموظف أتقاضى 2300 شيقل، ولكن فضيلة الشيخ أعيش غريبا في هذا البيت أنا وزوجتي وطفلتي، فلا توجد محبة من قبل الأب مع أنني غير مقصر في واجباتي تجاه والدي، لا أحس بالحنان من قبل أبي والحب والعطف حتى مع زوجتي كذلك وابنتي التي ما شعرت أنه جدها وأنه يداعبها ويلاعبها مع العلم أنني أدفع له فرضية أو مصروف 400 شيقل وأقوم بدفع فاتورة التلفون وبدفع الكهرباء وأي صيانة في البيت تدفع من حسابي وهو لا يدفع شيئا ويطلب مني زيادة المصروف من حين لآخر ويطلب مني أن أعلم إخوتي في الجامعة على حسابي، مع العلم أن له محلا موبايلا بالإيجار، تعبت من هذه العيشة، لأن نفسيتنا تعبت أنا وزوجتي، وهذا كله يؤثر على حياتنا الزوجية والصحية والنفسية أتذمر وليس من دفع الفلوس بل أكثر شيء هو أنني لا ألاقي تقديرا ولا كلمة شكر أسمعها منه مع العلم أنني مستقل في الأكل والشرب وأنا رجل مسالم وغير عدواني وأطلب منك أن تفيدني في هذه المشاكل وتقول لي ما هو الحل؟ وهل يحق لي أن آخذ قرضا من بنك فلسطين لأشتري به بيتا لأخرج من بيت أهلي خوفا من يأتي اليوم الذي ألاقي نفسي في الشارع أنا وزوجتي وبنتي؟ وسامحني على الإطالة فضيلة الشيخ وأرجوا الإفادة وأن تريح بالي الله يريح بالك وهذا جزء بسيط من حياة المعاناة التي أعيشها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الغالب شفقة الأب ومحبته لأولاده وأحفاده واهتمامه بأمرهم وحرصه على مصلحتهم، فهذا مما جرت به العادة، فما ذكرت عن أبيك من جفاء تجاهك وتجاه أهلك مخالف لما هو معتاد، ولكن انظر فإن كان ثمة دوافع لذلك، أو أمور صدرت منك أو من أهلك أساء أبوك فهمها فاعمل على معالجة الأمر، وإن كان ذلك من أصل طبعه فقد عرفت فالزم، فما عليك إلا أن ترضى وتسلم ولا تتعامل مع هذا الواقع بشيء من الحساسية فتتعب نفسك وتنكد حياتك، وأكثر من دعاء الله تعالى أن يعينك على الصبر وأن يصلح من شأن أبيك.

وأما بالنسبة لأخذ قرض من البنك، فإن كان قرضا في مقابل فائدة فهذا من الربا فلا يجوز لك الإقدام عليه، وابحث عن بديل شرعي تمتلك من خلاله بيتا بواحدة من الصيغ الشرعية في البنوك الإسلامية ـ إن وجدت ـ وراجع الفتوى رقم: 165869.

ويمكنك أن تبحث عن بيت تستأجره، فإن لم يمكنك أن تفعل هذا ولا ذاك فامكث في بيت أبيك حتى ييسر الله أمرك، خاصة وأنك لم تذكر أنه قد طلب منك الخروج من البيت، كما ننبه الوالد إلى أنه لا يجوز له تكليفك ما لا طاقة لك به وما يجحف بك من نفقة وغيرها ولا تلزمك طاعته في هذا، وراجع الفتوى رقم: 76303، وهي في ضوابط طاعة الوالدين، ومهما أمكنك مساعدة أبيك فافعل، فإن هذا من البر به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة