ليس من أخلاق المؤمنين تعيير المذنب بذنوبه بعد توبته

0 213

السؤال

أنا سيدة كنت أعمل في وظيفة، فظلمت أناسا كثيرين، واعتديت على حقوقهم، وغرني الشيطان فأخذت مالا حراما، لقد كنت طاغية لكن عدل الله كان أكبر وأخذت جزائي، وأحمد الله لأن كل البلاء الذي مر بي جعلني أعرف أخطائي ومدى ذنوبي، فتبت إلى الله توبة أحتسبها نصوحا، وحاولت أن أعيد حقوق الناس وأتخلص من المال الحرام، وأدعو بظهر الغيب لكل الذين ظلمتهم وأستغفر الله لهم، ولكن زملائي في العمل لا يزالون يذكرونني بسوء، ويعددون ذنوبي ويشهرون بأفعالي لدى جميع الناس، فأصبحت حديث القاصي والداني في الظلم والذنوب بالرغم من توبتي، وهذا يؤلمني كثيرا لأنني تبت.
فما هو حكم الله في ذلك؟ وما هو الحل بالنسبة لي؟ وكيف أعيش وسط الناس وهم يعيرونني بذنوبي رغم توبتي؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة، والذي ننصحك به هو أن تستمري في طريق الاستقامة، وتجتهدي في رد المظالم إلى أصحابها، وتكثري من فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات. واجعلي همك الأكبر وغايتك العظمى هي مرضاة الله تبارك وتعالى، ولا تلتفتي إلى قالة الناس وما يتحدثون به عنك، فإنه لا يضرك ذمهم ولا ينفعك مدحهم، والله سبحانه وحده هو الذي يزين مدحه ويشين ذمه، وهم يحملون تبعة غيبتهم لك وتعديهم عليك، على أننا نبشرك بأن الله تعالى إذا علم منك صدق التوبة وظهرت منك في الناس سيرة حسنة فهو بمنه سيجعل لك فيهم لسان صدق وسيبدلك بذمهم ثناء ومدحا، فقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض.

 فاستقيمي على التوبة وأبشري وأملي ما يسرك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة