الفتاة الدينة أحرى أن يبادر المسلم للزواج منها

0 216

السؤال

عندي حساب فاس بوك والحمد لله أستعمله في إدارة صفحات تدافع عن الإسلام وخاصة الحجاب والنقاب وفي فضح أعداء الإسلام في بلدي وفي الدفاع عن السنة وفضح حملات التشيع في بلدي السني، وإجمالا ليس لي أصدقاء في الفاس بوك، رغم أنني في بعض الأحيان أضيف شخصا ثم أحذفه، وفي الفترة الأخيرة وأنا أتجول في الصفحات وقع نظري على تعليق فأعجبني هو واسم صاحبته، فدخلت اسم صاحبته وكان حائطها مفتوحا فأعجبني حبها للإسلام وهي منتفبة، والنقاب في بلادنا محارب رغم أنه غير ممنوع قانونا في الفترة الأخيرة، فأرست رسالة صداقة وأنا في عقلي الباطني أتمنى أن أتزوجها لأنها ممتازة جدا وأنا أبحث عن زوجة ولا أجد ما أريد في محيطي: أقارب، جيران، عمل ـ فوافقت على الطلب، ثم بعد بضع محادثات بيننا لم تتجاوز الحدود مطلقا قالت لي سأقطع علاقتي بك لأنني أخشى أن يجرنا الشيطان إلى أمور سيئة، فوافقت وقلت لها كما تريدين وازداد إعجابي بها لقولها ذلك، وبعد مدة وقعت في بلدي حرب شرسة على النقاب في الجامعات والكليات قادها الشيوعيين واليساريين وأعداء الإسلام الذين يسيطرون على الجامعات ونقابات الأساتذة والطلبة، وتم منع المنتقبات من الامتحانات فتذكرتها وبعثت لها برسالة لأطمئن عليها وأستفسر عن الأمر، فردت بأن المنع صحيح وأن هناك اعتصام في الكلية للمطالبة بحقوقهن، ومنذ تلك اللحظة وأنا أكلمها عبر الفاس بوك لأشد أزرها وأنصحها خصوصا أن الضغط كبير عليها من المجتمع، فأعداء الإسلام في بلدي كثر، كما أنني أساهم في حملات الدفاع عنهن في الفاس البوك وأعرف بقضية النقاب وأدحض التهم التي يسوقها أعداء الإسلام وأمدها بآخر التطورات وتمدني هي بآخر الأخبار لأنشرها ليعرف الناس الحقيقة، لأن وسائل الإعلام في بلدي كلها وقفت ضد النقاب وتصور المعتصمين من الطلبة كمتطرفيين وسلفيين وظلاميين وتلفق لهم التهم وليس لنا غير الفاس بوك لتصل الحقيقة للشعب وليعرف الناس الحقيقة، وسؤالي: هل يجوز لي الزواج بها فأنا أحببتها لدينها وتعلقت بها؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كانت هذه الفتاة دينة خيرة مستقيمة فمثلها أحرى أن يبادر المسلم للزواج منها، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاظفر بذات الدين ترتبت يداك. متفق عليه من رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه.

ومن أفضل ما يرشد إليه المتحابان الزواج، روى ابن ماجه في سننه عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وإذا كانت لك رغبة في الزواج منها فأت الأمر من بابه واخطبها من وليها، وعجل إلى إتمام الزواج منها، فإن الزواج من الخير الذي ينبغي المبادرة إليه قدر الإمكان، ولا تنس أن تستخير ربك قبل الإقدام على الزواج، ففي الاستخارة تفويض الأمر إلى الله ليختار لعبده الأصلح، وراجع الفتوى رقم: 19333، وهي عن الاستخارة في الزواج.

  فإن تيسر لك الزواج منها فبها ونعمت، وإلا فاصرف قلبك عنها واقطع كل علاقة لك بها سدا للذريعة وإغلاقا لأبواب الشيطان، فقد يتحدث الشاب والفتاة فيما هو مباح في بداية الأمر فيقودهما الشيطان بعد ذلك إلى الوقوع فيما فيه معصية لله تعالى، ولذلك قال رب العزة والجلال: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم {النور:21}.

واسأل الله أن ييسر لك زوجة صالحة، فالنساء غيرها كثير، ولمزيد الفائدة يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة