لا يقيم الحد إلا الإمام أو نائبه

0 271

السؤال

باختصار يا شيخ أريد الاستفسار عن موضوع الذين يكفرون بالله جهارا ونهارا، ويسبون الدين على مسمعي. وما هو واجبي كمسلم مؤمن بالله؟ وهل إذا وقعت بيني وبين أحدهم مشاجرة وقتلته أكون كمن قتل مسلما عامدا متعمدا وهو يسب الله عز وجل؟ خصوصا أنني أستشيط غضبا عندما أسمع مثل تلك الأمور وأفقد السيطرة على نفسي، أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن سب الدين إذا صدر من شخص عاقل مختار فهو كفر وخروج من الملة ـ والعياذ بالله تعالى ـ وعلى طلاب العلم أن يسعوا في توعية الناس بخطورة هذا الأمر ووجوب البعد عنه وأن يكون ذلك بالحكمة، فلا بد من ضبط العواطف بالشرع، فلا يجوز أن يحملك الانفعال والغضب والانتصار للدين على أن تتجاوز حدودك، لأن الحد الشرعي لا يقيمه الأفراد، وإنما هو من خصائص ولي أمر المسلمين أو نائبه، ومواجهة هذا النوع ومقاومته ليست بردة الفعل المتسرعة، وإنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، فقد جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أنه لا يقيم الحد إلا الإمام أو نائبه، وذلك لمصلحة العباد، وهي صيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، والإمام قادر على الإقامة لشوكته ومنعته، وانقياد الرعية له قهرا وجبرا، كما أن تهمة الميل والمحاباة والتواني عن الإقامة منتفية في حقه، فيقيمها على وجهه فيحصل الغرض المشروع بيقين، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقيم الحدود، وكذا خلفاؤه من بعده. اهـ. 

ولو أنه حصل ردة فعلا من مسلم فقام آخر فقتله فقد تعدى بافتياته على السلطان وحقه العقوبة التي يراها القاضي  الشرعي جاء في الموسوعة الفقهية: اتفق الفقهاء على أنه إذا ارتد مسلم فقد أهدر دمه، لكن قتله للإمام أو نائبه، ومن قتله من المسلمين عزر فقط، لأنه افتات على حق الإمام، لأن إقامة الحد له. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة