السؤال
ما هي آثار معرفة اسم الله (الحكيم) ؟ وكيف يعيش المؤمن مع هذا الاسم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بين لنا الإمام البيهقي معنى الحكيم في كتابه الأسماء والصفات فقال: قال الحليمي: معنى الحكيم : الذي لا يقول ولا يفعل إلا الصواب ، وإنما ينبغي أن يوصف بذلك لأن أفعاله سديدة ، وصنعه متقن.. وقال أبو سليمان : الحكيم هو المحكم لخلق الأشياء صرف عن مفعل إلى فعيل، ومعنى الإحكام لخلق الأشياء إنما ينصرف إلى إتقان التدبير فيها.
وقال الطبري في التفسير: وهو الحكيم: في تدبير خلقه ، وتسخيرهم لما يشاء ، العليم بمصالحهم.
وقال ابن كثير: حكيم في أقواله وأفعاله.
فإذا علم العبد أن الحكيم - سبحانه وتعالى- هو المدبر للأمور المتقن لها والموجد لها على غاية الإحكام والإتقان والكمال، والواضع للأشياء في مواضعها، والعالم بخواصها ومنافعها الخبير بحقائقها ومآلاتها.. فإذا عرف العبد ذلك وتيقن هذا المعنى وأن كل ما يجري في هذا الكون هو لحكمة بالغة أرادها الله تبارك وتعالى- علم هذه الحكمة من علمها وجهلها من جهلها- كان لهذه المعرفة الأثر البالغ في حياته وتصرفاته ونظرته للكون والحياة وعاش مطمئن القلب قرير العين مفوضا الأمر كله إلى الله تعالى متقنا لعمله محسنا لعبادته، ومتيقنا أن كل ما يجري في الكون والحياة هو من تقدير الحكيم العليم اللطيف الخبير الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه.
والله أعلم.