الطلب من المقبور ونحوه أن يعطيهم شيئا لله يعتبر شركا

0 727

السؤال

شخص أعرفه معرفة وثيقة ويشاركني في السكن الذي أعيش فيه، كان يسب الدين أحيانا ولم أكن أنكر عليه باللسان ولكنني كنت أكره ما يقوله بالقلب، ثم قمت مؤخرا بإطلاعه على أن سب الدين كفر، فقال إنه كان يعتقد أن سب الدين حرام و لا يصل إلى الكفر، و لكنه اقتنع أنه كفر بعدما أعلمته، ثم قلت له أن ينطق الشهادتين فقال لي (سأقولها في سري ) و لم يقلها بصوت عال أمامي، و أنا أعتقد أنه قالها لأنه شكرني بعدها على النصيحة، و قال لي إنه ينطق الشهادة يوميا قبل أن ينام، و قد تعاملت معه بعد هذا النصح مباشرة على أنه مسلم . و لكن هذا الشخص قد ارتكب بعض المكفرات في أثناء الفترة التي كان يسب فيها الدين و لكنني لم أنكرها عليه بالقول مثل إنكاري لسبه للدين. و هذه المكفرات منها قوله كلام فيه استهزاء بالنقاب من قبل أو ترديده أغنية فيها دعاء لغير الله مثل (مدد يا كذا شالله ياامام ) بعد أن كانت هذه الأغنية تعرض في التلفاز ( و لكنني لا أعرف هل يعرف أن كلمة مدد معناها دعاء و استغاثة بغير الله عز و جل أم أنه كان يرددها فقط بحمق و لا يعرف معناها) أو تشغيله للقرآن لشخص يتفرج على أفلام إباحية هو و شخص أخر حتى يعرض عن هذا مع ضحكهم و سخريتهم منه في نفس الوقت الذي يقرأ فيه القرآن. و ما أسأله هو :
- هل يعتبر هذا الشخص قد عاد إلى الاسلام أم ما زال على ردته لحدوث هذه المكفرات قبل توبته من سب الدين ؟
-هل يعتبر أنه قد دعا غير الله و يكفر حتى لو كان لا يعلم أن كلمة مدد معناها الدعاء لغير الله ؟
- ما حكمي أنا مع عدم نصحي له بعدم القيام بهذه المكفرات و أنني قد نصحته بعدم سب الدين فقط مع قدرتي أن أنصحه بعدم قول مدد أو ما شابه و لكنني لم أقم بهذا النصح .
-ما حكم تعاملي معه على أنه مسلم بعد هذا الأمر و ما حكم قول كلمة (شالله) و معناها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فعليك أنت أن تتوب إلى الله تعالى أولا من رؤيتك المنكر وعدم نهيك عنه، فإن النهي عن المنكر من آكد شرائع الدين ودعائم الملة، وإن كان عدم إنكارك للمنكر ليس كفرا ما دمت كارها للمنكر نافرا منه، ولكنه معصية يجب عليك التوبة منها، وانظر الفتوى رقم 162997 وأما صاحبك هذا فما ارتكبه من المكفرات جاهلا كطلبه المدد من غير الله فإنه لا يعد به مشركا حتى يبين له وتقام عليه الحجة، وانظر الفتوى رقم 125994 وما أحيل عليه فيها. وما ذكرته من سخريته واستهزائه من مشاهد الأفلام لا يعد كفرا لأنه لم يقصد الاستهزاء بالقرآن فيما يظهر، فبين له حكم هذه المخالفات وادعه إلى التوبة منها، وأما سبه للدين فما دام قد تاب منه فالحمد لله، وعليك أن تتعامل معه على أنه من جملة المسلمين ما لم يثبت خروجه من الملة بيقين. وأما الكلمة المسؤول عنها فالظاهر أنها مأخوذة من قولهم شيء لله، فهم يستعملونها في الطلب من المقبور ونحوه أن يعطيهم شيئا لله تعالى، فهذا دعاء له وهو من الشرك الذي لا يغفره الله تعالى لمن تلبس به بعد قيام الحجة عليه.

قال شيخ الإسلام في الرد على الرفاعية: ومنهم من يتكلم في صلاته حتى إنهم بالأمس بعد أن اشتكوا علي في عصر الجمعة جعل أحدهم يقول في صلب الصلاة: يا سيدي أحمد شيء لله. وهذا مع أنه مبطل للصلاة فهو شرك بالله ودعاء لغيره في حال مناجاته التي أمرنا أن نقول فيها: {إياك نعبد وإياك نستعين}. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة