السؤال
أنا و الحمد لله فتاة ملتزمة بديني و خلقي.
أبي شخص صالح، ولكنه يلعب القمار، حاولت جاهدة أن أمنعه لكن بدون جدوى بحيث لم يبق لي إلا الدعاء لله لكي يهديه إلى الصراط المستقيم.
المشكلة هو أنني في سن الزواج والحمد لله فأنا أرفض إنشاء علاقة مع الشباب.
منذ فترة جاءني عرض زواج من شخص متدين، وتم التعارف بيننا بعد موافقة الأهل، وكانت الأمور تسيير بما يرضي الله، و لكنه فجأة لم يعد يتصل و بعدها بأيام أرسل رسالة عبر الهاتف يقول لي بأنه غير مرتاح و أنه لن يستطع الإتمام في أمر الزواج، استغربت حقا من تصرفه فلقد تصرف و كأنني صاحبته مع أن هذا غير صحيح، فأنا تعرفت عليه بعد أن أرسل أهله لطلب يدي و لم أره إلا مرتين بحضور أخي.
المهم هو أن هذا الأمر جعلني أفكر بأن ربما سبب ذلك هو معرفته بأمر أبي، فأنا لم أخبره و ذلك ليس أنني لم أرد إخباره و لكني كنت أنتظر الوقت المناسب لذلك.
سؤالي هو: هل إذا تقدم أحدهم أرضى دينه هل يجب أن أخبره من البداية أنني بنت مقامر . وهل يجب أن أؤاخذ بذنب أبي رغم أنني و الحمد لله فتاة ملتزمة و كيف لي أن أساعد أبي على الهداية؟
جزاكم الله ألف خير أنتظر ردكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن ييسر أمرك ويرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، ونوصيك بكثرة الدعاء، فإنه من خير ما يحقق به المرء سؤله، فقد أمر الله بالدعاء ووعد بالإجابة حيث قال سبحانه: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}، ولمعرفة آداب الدعاء وشروطه راجعي الفتوى رقم 119608.
وإذا تقدم أحد لخطبتك فلا يلزمك شرعا إخباره بحال أبيك، ولست مؤاخذة بجريرة أبيك ومعصيته، فمن المقرر شرعا أن الإنسان محاسب على عمله، ولا يؤاخذ بعمل غيره، قال تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة {المدثر:38}، وقال: ولا تزر وازرة وزر أخرى {الأنعام:164}، ولكن نوصيك بمواصلة السعي في إصلاح أبيك، واستعيني عليه بالدعاء أولا ثم ببعض الفضلاء والصالحين عسى الله أن يجعلك سببا في هدايته، وفي هذا من خير الدنيا والآخرة ما فيه، ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه حين بعثه إلى خيبر: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
وأما انصراف الخاطب المذكور عنك فلا تأسفي عليه ولا تدخلي على نفسك الحسرات بسببه، فالله عز وجل هو الأعلم بعواقب الأمور، فقد يكون قد صرف عنك سوء بعدم تمام هذه الخطبة، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}، وقال أيضا: فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا {النساء:19}.
والله أعلم.