السؤال
يا شيخ أردت السؤال عن الخنثى، أو لا أعرف ما الاسم الذي أصفه به، هو ذكر شكلا، لكن تحليل الكروموسومات والهرمونات أظهر أنه أنثى ولديه رحم ومهبل ومبايض، والحوض عنده مثل النساء واسع، ولا توجد لديه شهوة للنساء أي لا يشتهي النساء أبدا، ولكن شكله فقط يدل على أنه رجل، ولكن التحاليل والأعضاء الداخلية تدل على أنه أنثى ولا توجد لديه شهوة، فهل يجوز أن لا تتحجب عنه النساء؟ أم يجب أن يتحجبن عنه علما أن عمره 22 سنة ولا توجد لديه الشهوة، أفيدوني يا شيخ الله يجزيكم الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخنثى هو الذي له آلة الذكر وآلة الأنثى أو ليس له آلة ذكر أو أنثى، ويقسمه الفقهاء إلى قسمين: خنثى مشكل، وهو من لا يتميز بعلامة ذكورة أو أنوثة، وخنثى غير مشكل، وهو من يتميز بعلامة منهما، قال ابن قدامة: الخنثى هو الذي له ذكر وفرج امرأة، أو ثقب في مكان الفرج يخرج منه البول، وينقسم إلى مشكل وغير مشكل، فالذي يتبين فيه علامات الذكورية، أو الأنوثية، فيعلم أنه رجل، أو امرأة، فليس بمشكل، وإنما هو رجل فيه خلقة زائدة، أو امرأة فيها خلقة زائدة.
وراجع الفتوى رقم: 155263.
وعليه، فإن من ظهرت عليه علامات الأنوثة فحكمه حكم النساء، ومن ظهرت عليه علامات الذكورة فحكمه حكم الذكور، لكن إن كان فاقد الشهوة للنساء بالكلية فقد اختلف العلماء في حكمه من حيث النظر للنساء، قال ابن قدامة: ومن ذهبت شهوته من الرجال لكبر أو عنة أو مرض لا يرجى برؤه والخصي والشيخ والمخنث الذي لا شهوة له فحكمه حكم ذوي المحرم في النظر لقول الله تعالى: أو التابعين غير أولي الإربة ـ أي غير أولي الحاجة إلى النساء.
وقال النووي: والمختار في تفسير غير أولي الإربة أنه المغفل في عقله الذي لا يكترث للنساء ولا يشتهيهن كذا قاله ابن عباس وغيره والله أعلم، وأما المجبوب الذي بقي أنثياه والخصي الذي بقي ذكره والعنين والمخنث ـ وهو المشبه بالنساء ـ والشيخ الهرم فكالفحل، كذا أطلق الأكثرون، وقال في الشامل لا يحل للخصي النظر إلا أن يكبر ويهرم وتذهب شهوته وكذا المخنث، وأطلق أبو مخلد البصري المتأخر في الخصي والمخنث وجهين.
وأما من كان مشكلا فإنه يعامل بالأحوط فيعامله الرجال على أنه أنثى وتعامله النساء على أنه ذكر، وانظر الفتوى رقم: 170959.
والله أعلم.