السؤال
هل يجوز الدعاء على علماء السوء، أو بشكل عام على علماء السوء بالموت على سوء الخاتمة والضلال ؟
وأيضا هل يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه بذلك ؟
هل يجوز الدعاء على علماء السوء، أو بشكل عام على علماء السوء بالموت على سوء الخاتمة والضلال ؟
وأيضا هل يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه بذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن علماء السوء من أسوأ خلق الله وأشره؛ فقد قال الله عنهم: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون {البقرة:159}.
قال القرطبي في التفسير: اللاعنون الملائكة والمؤمنون.. وقيل: الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم.
وقال ابن تيمية في الفتاوى تعليقا على قول الله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين {175}، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه {الأعراف:176}. قال: "وهذا مثل علماء السوء".
وقال الغزالي في إحياء علوم الدين: إن علماء السوء شرهم على الدين أعظم من شر الشياطين إذ الشيطان بواسطتهم يتدرج إلى انتزاع الدين من قلوب الخلق.
ولذلك يجوز الدعاء على جنسهم على وجه العموم، ولكن لا يجوز الدعاء على أشخاص بأعيانهم؛ فقد صرح أهل العلم أن لعن الشخص المعين لا يجوز، وأجازوا لعن الجنس، كما قال محمد مولود في محارم اللسان:
ولا يجوز لعن شخص عـيـنا وجاز لعن الجنس عند الفطنا.
والأولى أن ندعو لهم بالهداية واتباع الحق والرجوع عن الباطل..
وأما دعاء المظلوم على ظالمه فإنه جائز بقدر مظلمته لقول الله تعالى:لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما {النساء:148}. ولكن ليس له أن يتعدى في دعائه عليه، ولا شك في أن الدعاء بالموت على سوء الخاتمة والضلال... يعتبر تعديا لقدر المظلمة، والأولى للمظلوم أن يعفو عن ظالمه ويدعو له بالهداية والكف عن الظلم.. وانظر الفتاوى أرقام: 28754 ، 39908، 149281 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.