السؤال
أنا شاب في مقتبل عمري أعيش في ضياع وعذاب شديد أحب فتاة قبطية بالأصح غير مسلمة فهل يجوز الزواج منها ؟
أنا شاب في مقتبل عمري أعيش في ضياع وعذاب شديد أحب فتاة قبطية بالأصح غير مسلمة فهل يجوز الزواج منها ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعليك أيها الشاب أن تنتبه لنفسك وتتوب إلى ربك وتفزع إليه وتستعيذ به من الشيطان ونزغاته ومن الهوى ونزواته.
واعلم أن الضياع الحقيقي والعذاب الشديد العاجل والآجل هو ذلك الذي يحصل لمن عصى الله تعالى وخالف أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى:فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [النور:63].
واحذر عقاب ربك وسوء عاقبة معصيته، ولا تدفعك طاعة هواك وتزيين الشيطان إلى ما تندم عليه في الدنيا والآخرة، ثم إن الأولى بالمسلم أن يتزوج من مسلمة للتناسق الذي بينهما في العقيدة والثقافة والهدف مما يعين على أن يحفظ كل واحد منهما على الآخر دينه ويعينه على بناء بيت مسلم ينتج جيلا مسلما يربيانه على الإسلام عقيدة وعبادة ومنهجا للحياة من غير شوائب ولا معوقات.
ولم يبح الله تعالى للمسلم أن يتزوج من الكافرات؛ إلا الكتابيات فقط، بشروط مبينة في الفتوى رقم:
10253 والفتوى رقم: 8674.
هذا من حيث الحكم العام بالنسبة لزواج المسلم من الكتابية، أما بالنسبة لك أنت خاصة فلا ننصحك بالزواج من هذه المرأة نظرا لما ذكرت من أنك في مقتبل عمرك لم تجرب الأمور بعد، والغالب أنك ستكون غير مسلح ومحصن بما يكفي من العلم الشرعي، إضافة إلى ما ذكرت من حبك الشديد لهذه المرأة وتعلقك بها، مما يجعلنا نخشى أن تفتنك عن دينك وتجرك إلى ماهي عليه من ضلال وباطل بحكم طاعة المحب لمن يحب، فقد قيل قديما:
(إن المحب لمن يحب مطيع) وقيل أيضا ( وعين الرضا عن كل عيب كليلة).
ومما يجعلنا أيضا ننصحك بعدم الزواج من هذه المرأة أن هذا النوع من الحب والتعلق قد يعقبه غالبا فتور وزهد في المحبوب إذا قدر المحب عليه وقضى منه شهوته وظهرت له عيوبه، لذلك نخشى أن يحصل ذلك لك بعدما تتزوج بهذه المرأة، فإن تركتها وقد أنجبت منك فستكون بذلك قد ضيعت ولدك عند امرأة لا تؤمن على دينه ولا على خلقه، ولا يخفى ما في ذلك من المفسدة الظاهرة والخطر العظيم.
وبالجملة: فإننا نحثك على تقوى الله تعالى ومراقبته وتقديم مراعاة مرضاته على كل ما سوى ذلك.
ولا تحملنك الرغبة في قضاء شهوة عابرة على المغامرة بمستقبلك ومستقبل ولدك، نسأل الله لنا ولك التوفيق لما يحبه ويرضى.
والله أعلم.