السؤال
متزوجة وأحب زوجي كثيرا، ولا أتحمل أن يغضب مني، مرض والده ثم توفي ـ رحمه الله ـ وفي هذه الفترة وإلى الآن أهملني كثيرا، واهتم بابنته وأهله فقط، وكنت لا أريد أن يعش كل منا وحده في نفس البيت أو لا يهتم بالآخر، وكنت لا أريد أن أفقد حبه واهتمامه وأنقص في نظره ويخفي عني كل ما يتعلق به، ويخبر أهله أنه يرغب في أن يخفي عني، لأنه لا يثق بي ولا يحب التحدث معي، وللأسف بغيرتي أصبحت عصبية وأتفوه بكلام من قهري جعل بيننا من الجفاء والبعد وعدم الحب، وكل الذي حاولت أن لا يحدث، ولكن بطريقتي الخاطئة حدث، وأصبح يبغضني ويرمقني بنظرات ساخطة، وأصبح لا ينام في نفس الغرفة مما له أثر جارح علي حاولت كثيرا، لكنه لم يحسسني بأنه مبال مما زاد غيرتي وضيقي، والأمر الأسوء أنني عندما كنت أبكي لم يهتم ويكمل يومه بصورة عادية، ويقول أنت تعودت على البكاء مما زاد جنوني وقرر أن يبني شقة ليبقى بجوار أمه وإخوته، فرفضت لأنني كنت واثقة مما سيحدث وأنه سيهملني ويتركني وحيدة في شقتي ويجلس معهم، لأنه يفعل ذلك ومتعود أن لا يبالي بي، أليس لي حق في زوجي؟ أليس من حقي أن أشبع من قبل زوجي سواء نفسيا أو أي شيء آخر؟ أو لماذا شرع الله الزواج؟ كل شخص يحب أهله لكنه يحب أن تكون لديه حياة؟ أصبحت وحيدة نتيجة غيرتي وعصبيتي ومتعبة ومجهدة ومقهورة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع عليه، ومن حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل، لكن المقصود بالمسكن المستقل أن يكون للزوجة جزء من الدار مناسب لها منفصل بمرافقه، جاء في مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: وفي شرح المختار ولو كان في الدار بيوت وأبت أن تسكن مع ضرتها ومع أحد من أهله إن خلى لها بيتا وجعل له مرافق وغلقا على حدة ليس لها أن تطلب بيتا آخر. وانظري الفتوى رقم: 80603.
وعليه، فإن أراد زوجك أن ينتقل لبيت قريب من بيت أهله فلا حق لك في الامتناع من الانتقال معه ما دام يوفر لك مسكنا مستقلا مناسبا، كما أنه لا يجب على الزوج أن ينام مع زوجته في فراشها ما دام يوفيها حقها من القسم والوطء، وراجعي الفتويين رقم: 111082، ورقم: 115766.
لكن الأولى له أن ينام معها في الفراش إذا أحبت ذلك ما لم يكن له عذر، قال النووي: والصواب في النوم مع الزوجة أنه إذا لم يكن لواحد منهما عذر في الانفراد فاجتماعهما في فراش واحد أفضل وهو ظاهر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واظب عليه مع مواظبته صلى الله عليه وسلم على قيام الليل فينام معها فإذا أراد القيام لوظيفته قام وتركها، فيجمع بين وظيفته وقضاء حقها المندوب وعشرتها بالمعروف، لاسيما إن عرف من حالها حرصها على هذا.
واعلمي أن من محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه، كما أن على الزوج أن يجمع بين بر والديه وإحسان عشرة زوجته، ومن حقك على زوجك ألا يهجرك لغير مسوغ، وأن يعفك على قدر طاقته وحاجتك، كما بيناه في الفتوى رقم: 132367.
وننبه إلى أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر وإلى التجاوزعن بعض الأخطاء والتغاضي عن الزلات والهفوات والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر ومراعاة كل منهما لظروف الآخر، وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.