السؤال
السؤال هو أن أبي يذهب إلى الصلاة ولا أصلي معه، ولكن أصلي الصلاة مع إخواني، ووقت الصلاة ما انتهى وهو يضربني لأنني لا أصلي معه. فهل هو ظلمني أو أني مخطئ؟
السؤال هو أن أبي يذهب إلى الصلاة ولا أصلي معه، ولكن أصلي الصلاة مع إخواني، ووقت الصلاة ما انتهى وهو يضربني لأنني لا أصلي معه. فهل هو ظلمني أو أني مخطئ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان أبوك يضربك على ترك الجماعة في المسجد، ويريدك أن تخرج معه لتصلي في المسجد وأنت لا تفعل وتصلي مع إخوتك. فعليك أن تطيع أباك وأن تصلي معه وذلك برا به وحرصا على مرضاته، وخروجا من خلاف من أوجب الجماعة في المسجد، وتحصيلا لكمال الأجر وتمام المثوبة، والظاهر أنه يجوز لأبيك تأديبك على مخالفته في هذا الأمر.
جاء في تحفة المحتاج: للأب والجد تأديب ولده الصغير والمجنون والسفيه للتعلم وسوء الأدب،. قال في الحاشية: قوله: وسوء الأدب. ظاهره ولو غير معصية. انتهى.
فإذا جاز أن يؤدبك أبوك على أدب ليس بمعصية فأولى أن يجوز له تأديبك على أمر مختلف فيه.
وقد قال النووي في شرح مسلم نقلا عن أبي عمرو ابن الصلاح: وقد أوجب كثير من العلماء طاعتهما -أي الوالدين- في الشبهات. فإذا وجب على الولد طاعة والده في فعل الشبهات فطاعته فيما اختلف في كونه مستحبا أو واجبا أولى.
فأطع أباك وصل في المسجد كما يأمرك ففي ذلك حصول مصالح عظيمة. والراجح أن للوالد أن يؤدب ابنه ولو كان بالغا، كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم 111590 .
والله أعلم.