حكم من ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا بالحكم

0 320

السؤال

أفتوني مأجورين إن شاء الله في الآتي: أنا الآن عمري 28 سنة، ومتزوج ولله الحمد، ولكن حصل لي موضوع في بداية بلوغي وهو أنني عندما بلغت لم أكن أعلم بالمني شكله وصفته، ولكن كنت أسمع أنه حينما يبلغ الرجل ينزل منه مني، ولما بلغت كنت أحتلم ولا أغتسل وأقرأ القرآن وأصلي وأنا جنب، ولم أكن أعلم أنه بلوغ أو أن الذي ينزل مني هو المني، فما حكم صلاتي وقراءتي للقرآن في تلك الفترة؟ وما هو الواجب علي أن أعمله في قضية الصلوات وغيرها؟ لأنني لم أكن أعلم أن الذي ينزل مني هو المني؟ أفتوني مأجورين، والله إن هذا الموضوع يؤرقني دائما ولا أدري ما أعمل. والله يرعاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الشخص إذا اتصف بإحدى علامات البلوغ المبينة في الفتوى رقم: 26889، صار بالغا سواء علم ذلك أو لم يعلمه، وجرت عليه أحكام المكلفين، ومن ذلك الاغتسال من الجنابة عند موجبه، ومن موجباته الاحتلام، وحيث إن السائل كان يحتلم وينزل منه المني ولا يغتسل، ثم يقرأ ويصلي جاهلا، فقد ارتكب بعض المحرمات وترك شرطا من شروط الصلاة جهلا، فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من تقصيره في التعلم إن كان بإمكانه التعلم ثم فرط فيه، لأن تعلم المكلف ما تصح به عبادته أمر واجب عليه، فإن فرط في ذلك لحقه الإثم، أما فيما يتعلق بقضاء الصلاة فقد اختلف العلماء فيمن ترك شرطا من شروط الصلاة جهلا بالحكم. فالجمهور أوجبوا عليه قضاء الصلاة، إذ ليس الجهل بوجوب الغسل مسقطا للقضاء، وهو المفتى به عندنا، ومنهم من لم يوجب عليه إلا إعادة صلاة الوقت مع الالتزام بالشرط بعد العلم به، كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 109981.

وبناء على وجوب القضاء فعلى السائل قضاء جميع الصلوات التي مضت عليه بدون اغتسال، وإذا لم يضبط عددها فليواصل القضاء حتى يغلب على ظنه براءة الذمة، وكيفية قضاء الفوائت الكثيرة تقدم بيانها في الفتوى رقم: 61320.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة