السؤال
أولا أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاما تورطت في علاقة مع رجل متزوج كان يريد الزواج مني ولديه طفلان، ولظروف خارجة عن إرادتي أصبح هذا الشخص قريبا مني، ولسوء أحوالي النفسية والمادية أصبح هو من يعولني وأنا يتيمة ولا أعرف ماهو حنان الأب وليس لدي إخوة، والله ما كنت أتمنى أنني عندما أحب أحب شخصا متزوجا لكن قدر الله وما شاء فعل، ثانيا نتيجة قربه المتزايد وقعنا في الفاحشة أكثر من مرة حتى إنني فقدت عذريتي وفي كل مرة كنت أذكره بعظم الذنب وأحثه على التوبة ثم نعود لنفس الذنب مرارا وتكرارا، فماذا أفعل؟ الله غاضب علي، أشعر بذلك في كل حياتي حتى من كثرة المشاكل التي أعاني منها إن كانت نفسية أو مادية أو صحية أشعر بأن هذا ذنب زوجته ولكنه معها على خلاف دائم وأخبرها بأنه سيتزوج الآن، وتقدم لي عريس شاب فماذا أفعل؟ وهل أوافق على الزواج وأقوم بإجراء عملية ترقيع؟ أم أتزوج ممن فعل بي؟ هذا طبعا بعد توبتنا من هذا الذنب، وهل لو تزوجته أكون ظالمة لزوجته وأولاده؟ وكيف أصبر على الإحساس بالغيرة، فأنا مريضة بمرض يدعى اضطراب الشخصية الحدية وهل سيؤثر على زواجي؟ وأهلي يعارضون ذلك مع أنهم لا يعلمون عن حياتي شيئا، من رباني هي الأيام والليالي، لم تكن لي قدوة أبدا في حياتي نشأت وترعرعت مع نفسي دون قائد تعلمت الخطأ والصواب من الحياة ومعتركاتها، بالله عليكم دون الدخول في تفاصيل لا تكتب في السؤال بل تكتب في مجلدات لا تهملوا رسالتي بالله عليكم أجيبوا عن كل أسئلتي، وسؤال أخير: هل لو تزوجته سيبارك الله لنا في حياتنا؟ أم سيعاقبنا بقية حياتنا بذنب اقترفناه؟ وجزاكم الله كل خير وآسفة على الإطالة وأرجو سرعة الرد.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن رحمة الله واسعة ومغفرته لا يعظم معها ذنب، فهو قد دعا إلى التوبة من هم من أكفر الكفرة ووعدهم بالمغفرة كما هو الحال بالنسبة للنصارى الذين قالوا إن عيسى ابن الله وإن الله ثالث ثلاثة حيث قال: أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم {المائدة:74}.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 20894.
فلا تيأسي إذن من رحمة الله، بل أحسني الظن بربك فهو عند حسن ظن عبده به، ومن تمام توبتك قطع أي علاقة لك مع هذا الرجل، وراجعي شروط التوبة بالفتوى رقم: 5450.
وكوني على حذر من أن يستدرجك الشيطان إلى المعصية مرة أخرى بمثل تلك الحجج الباطلة وهو فقدانك للحنان وسوء حالتك النفسية ونحو هذا، فإن الشيطان إنما يقود الإنسان إلى المعصية شيئا فشيئا، ولذلك جاء تحذير رب العالمين في كتابه حين قال: يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر {النور:21}.
وعليك بالإحسان في المستقبل والحرص على مصاحبة أخواتك المسلمات الصالحات ليكن عونا لك في البأساء والضراء، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 12744.
وما ذكرت مما تعانين منه من أحوال نفسية أو مادية أو صحية فلا يلزم أن تكون بسبب ذلك الذنب، فقد يكون منه وقد تكون ابتلاءات إذا صبرت عليها كانت كفارة لسيئاتك ورفعة لدرجاتك، وراجعي في فضل الصبر على البلاء الفتوى رقم: 18103.
وزواج الزاني بمن زنى بها جائز بشرطين وهما التوبة والاستبراء، كما سبق أن بينا بالفتوى رقم: 1677.
وأما فيما يتعلق بالتخير بين هذا الرجل وبين ذاك الشاب فننصحك بأن تتزوجي من هو أحسنهم دينا وخلقا وأرجى لأن تدوم عشرته معك.
وأما ترقيع غشاء البكارة فلا يجوز، كما هو موضح بالفتوى رقم: 32177.
ويجب عليك الستر على نفسك، فإذا تزوجت من الشاب المذكور واطلع على زوال غشاء البكارة فلا تخبريه بحقيقة الأمر بل استخدمي المعاريض ففيها مندوحة عن الكذب، كما بينا بالفتوى رقم: 177939.
ولو قدر أن تزوجت من الرجل الذي زنى بك فلا تكونين بذلك ظالمة لزوجته وأولاده، ولكن إذا خشيت أن تلحقي بنفسك ضررا بسبب الغيرة أو أن تكوني سببا في تشتيت أسرته فالأولى الإعراض عن الزواج منه، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 116289.
وأما اعتراض أهلك، ولو كانا الوالدين فضلا عن غيرهما إن كان له ما يسوغه شرعا فذاك، وإلا فلا تلزمك طاعتهما في ذلك ومحاولة إقناعهما أولا أفضل، وقد يبارك الله لكما في هذا الزواج، ولا يلزم أن يعاقبكما بسبب ذلك الذنب الذي اقترفتماه، كما أن التوبة تمحو ما كان قبلها.
والله أعلم.