السؤال
هل هذه الأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، جيش عدن أبين؟.
هل هذه الأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن، جيش عدن أبين؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث الأول ضعفه الألباني أولا في السلسلة الضعيفة ثم رجع عن ذلك وأورده في الصحيحة رقم: 3367، بلفظ: إني أجد نفس الرحمن من هنا ـ يشير إلى اليمن. اهـ.
وقد تكلم أهل العلم علي معناه، قال البغوي في شرح السنة: أجد نفس الرحمن من قبل اليمن ـ قيل: عنى به الأنصار، لأن الله سبحانه وتعالى نفس الكرب عن المؤمنين بهم وهم يمانون. اهـ.
وجاء في غريب الحديث لابن قتيبة: قال أبو محمد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أجد نفس ربكم من قبل اليمن ـ يرويه يزيد بن هرون عن جرير عن شبيب بن نعيم الكلاعي عن أبي هريرة وقال يزيد إنما يعني بذلك أن الأنصار من اليمن وأن الله نفس عنه الكرب بهم، ويقال أنت في نفس من أمرك أي في سعة، ويقال اعمل وأنت في نفس أي في فسحة قبل الهرم والأمراض وأشباه ذلك من الحوادث ونحو هذا الحديث، قوله: لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن ـ يريد أنه تفرج بها الكرب ويذهب بها الجدب يقال اللهم نفس عني أي فرج عني، فمن نفس الله بالريح أنها إذا هشت في البلد الحار والهواجر أذهب الوهد وأطابت للمسافر المسير وإذا هبت أنشأت السحاب وألقحته ـ بإذن الله ـ وكانت العرب تقول إذا كثرت الرياح كثر الحب وإذا تنسمها عليل أو محزون وجد في نسيمها شفاء وفرجا مما يجد. اهـ.
وقد تكلم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وذكر فضل أهل اليمن فقال: ليس لليمن اختصاص بصفات الله تعالى حتى يظن ذلك ولكن منها جاء الذين يحبهم ويحبونه، الذين قال فيهم: من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ـ وقد روي أنه لما نزلت هذه الآية سئل عن هؤلاء؟ فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري، وجاءت الأحاديث الصحيحة مثل قوله: أتاكم أهل اليمن، أرق قلوبا، وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية ـ وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة، وفتحوا الأمصار فبهم نفس الرحمن عن المؤمنين الكربات. اهـ.
وأما جيش عدن أبين فلم نعثر عليه.
والله أعلم.