0 375

السؤال

مشكلة التثاؤب: لماذا عند قراءة القرآن بالذات يكون التثاؤب في الصبح؟ بحيث إذا لم أقرأ القرآن في صلاة الفجر لا أتثاءب في هذا الوقت رغم أنني أقول التعوذ القوي: أعوذ بالله منك 3مرات, ألعنك بلعنة الله التامة 3 مرات ثم أتثاءب, أقرأ آية الكرسي ثم أتثاءب, أدعو بالاسم الأعظم على هذا القرين ثم أتثاءب, أقول أذكار النوم ثم أتثاءب وكل هذا مباشرة لا يفصله وقت، أموالي ليست بالبنوك ومالي حلال لكي أكون مستجاب الدعوة وأقول هذه الأذكار وأنا أعرف معناها، فهل القرين يقول لي أنت غير مستجاب الدعوة؟ وهل هذا يعتبر ابتلاء؟ لكن الله يكره التثاؤب؟ وكيف يتم تفسير هذه المعادلة؟ وشهوتي ليست في الطعام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليعلم السائل أن التثاؤب ليس ذنبا يعاقب عليه المرء، لأنه مما لا دخل للإنسان فيه، لكن ينبغي مدافعته قدرالمستطاع فإن لم يرجع استحب وضع اليد على الفم عنده والحذر من الصوت أثناءه، ففي صحيح البخاري وغيره عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرده ما استطاع، فإذا قال: ها، ضحك منه الشيطان.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال ابن بطال: إضافة التثاؤب إلى الشيطان بمعنى إضافة الرضا والإرادة أي أن الشيطان يحب أن يرى الإنسان متثائبا لأنها حالة تتغير فيها صورته فيضحك منه، لا أن المراد أن الشيطان فعل التثاؤب ..وقال النووي: أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأنه يدعو إلى الشهوات، إذ يكون عن ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل، قوله: فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع ـ أي يأخذ في أسباب رده، وليس المراد به أنه يملك دفعه، لأن الذي وقع لا يرد حقيقة. انتهى.

وليس عندنا ما يمكن الجزم به في بيان سبب ما يحصل لك من التثاؤب عند القراءة خاصة، إلا أن أهل العلم ذكروا أن التثاؤب يحصل من الشيطان، ومن الامتلاء، وثقل البدن، وأن علاجه يكون بالتقليل من أسبابه, وعليك أن تستمرفي الحرص على أن يكون مطعمك طيبا حلالا وأن تثق بالله وتلازم الأذكار والاستعاذة بالله تعالى، فإن الله سبحانه وتعالى سيحفظك ويعافيك مما تكره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة