كيف يتحلل الإنسان من ظلمه لبعض الناس

0 228

السؤال

أنا شاب كنت مسؤولا في إحدى غرف التشات والدردشة، ومن حين لآخر كانت تحصل شجارات بيني وبيني زائرين للغرفة، مرة أظنهم يسخرون منا ومرة يزعجوننا، فأضطر إلى طردهم أو منعهم من التكلم ـ كتابة أو حديثا بالمايك ـ أو مكالمتهم بصيغة قد تكون قاسية ولكن ليس شتما، ومنهم من ظلمته فعلا فطلبت أن يطرد حيث ظننته يستهزئ، ومنهم من كنت أمزح معه على سبيل الضحك ولم يظهروا لي أنهم تضايقوا ولكن يخطر ببالي أنهم تضايقوا فيصيبني الهم، وبسبب كون البرنامج للدردشة فقد يكون اسم المستخدم يتكرر ولكن بصيغ مختلفة للكتابة يكتب بالانجليزية فأرسل رسائل اعتذار إلى الكثير من الناس، وقد أكون أصبت الذين ظلمتهم برسائلي وقد لا أكون، أصابني الوسواس فأجرب كل صيغة تخطر ببالي, وأصابني الصداع, ومنذ سنة وبضع شهور وأنا في هذا الوضع والغم والهم، ويصيبني الوسواس هل وصلت رسالتك هل قرؤوها هل هل هل ... ماذا أفعل؟ وهل أستطيع التبرع من مالي الخاص وأتصدق عنهم جميعا بمبلغ معين وبهذا أفتك من ظلمي لهم؟ أم أقوم بتوسيط أناس أنا لا أعرفهم شخصيا ولا يعرفونني قد يكونون يعرفون هؤلاء الذين ظلمتهم ليعتذروا إليهم باسمي، علما أنه قد يكون من بين الذين ظلمتهم من ليسوا بمسلمين كمسيحيين؟ ملاحظة: هنالك خاصية بالبرنامج تمنع استقبال رسائل من أناس ليسوا بالقائمة البريدية الخاصة بالشخص أو قائمة التواصل مما يصعب الأمر، لهذا يدور بنفسي أن هؤلاء الناس الذين أتوسط بهم لتكليم الذين ظلمتهم يكونون مضافين عند الذين ظلمتهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فالأمر يسير ـ إن شاء الله ـ فإذا تحققت من كونك ظلمت شخصا معينا فتب إلى الله تعالى من ذلك مقلعا عن الذنب نادما عليه عازما على عدم العودة إليه، ثم إن عرفته فتحلله تلك المظلمة، وإن لم يمكنك الوصول إليه فادع له واستغفر له، فإن هذا هو ما تقدر عليه، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظر الفتوى رقم: 171183.

فإذا فعلت هذا فقد فعلت ما تقدر عليه وصحت توبتك ـ إن شاء الله ـ مع ضرورة الإكثار من فعل الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأما التصدق عن هؤلاء الأشخاص فلا يلزمك، وفي مشروعية الصدقة عن الحي خلاف موضح في الفتوى رقم: 127127، فلتنظر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة