إرادة الثواب والتحدث بنعمة الله لا تحتاج للفخر

0 203

السؤال

هل التفاخر بدون كبر يعد كبرا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:                  

فإن كنت تقصد بالتفاخر من غير كبر التحدث بما أنعم الله تعالى به على عبده من علم أو عبادة أو مال فهذا من الشكر والثناء وهو مرغب فيه بدليل قوله تعالى وأما بنعمة ربك فحدث {الضحى:11}.

قال الإمام القرطبي في تفسيره: قوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث ـ أي انشر ما أنعم الله عليك بالشكر والثناء، والتحدث بنعم الله، والاعتراف بها شكر، وعن الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ قال: إذا أصبت خيرا، أو عملت خيرا، فحدث به الثقة من إخوانك، وعن عمرو بن ميمون قال: إذا لقي الرجل من إخوانه من يثق به، يقول له: رزق الله من الصلاة البارحة كذا وكذا، وكان أبو فراس عبد الله بن غالب إذا أصبح يقول: لقد رزقني الله البارحة كذا، قرأت كذا، وصليت كذا، وذكرت الله كذا وفعلت كذا، فقلنا له: يا أبا فراس، إن مثلك لا يقول هذا! قال يقول الله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث ـ وتقولون أنتم: لا تحدث بنعمة الله! ونحوه عن أيوب السختياني وأبي رجاء العطاردي رضي الله عنهم. انتهى.

أما التفاخر في الاصطلاح فهو صفة مذمومة وهو ملازم للكبر واحتقار الغير، وقد قال الله تعالى في شأنه: والله لا يحب كل مختال فخور {الحديد:23}.

وجاء في تفسير القرطبي: والفخور: الذي يعدد مناقبه كبرا، والفخر: البذخ والتطاول، وخص هاتين الصفتين بالذكر هنا لأنهما تحملان صاحبيهما على الأنفة من القريب الفقير والجار الفقير وغيرهم ممن ذكر في الآية فيضيع أمر الله بالإحسان إليهم. انتهى.

وقال الطبري في تفسيره أيضا: وأما الفخور: فهو المفتخر على عباد الله بما أنعم الله عليه من آلائه، وبسط له من فضله، ولا يحمده على ما أتاه من طوله، ولكنه به مختال مستكبر، وعلى غيره به مستطيل مفتخر. انتهى.

وقال الشيخ ابن عثيمين: الفخور هو المعجب بنفسه الذي يقول: فعلت وفعلت وفعلت، يفخر به على الناس، لأنك ما دمت فاعلا الشيء تريد ثواب الله فلا حاجة أن تفخر به على الناس، بل اشكر الله عليه، وحدث به على أنه من نعمة الله عليك. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة