السؤال
أنا شاب أعزب عمري 33 عاما، فكرت في الزواج لكي أعف نفسي، وبالفعل استخرت الله وتقدمت لخطبة فتاة. ولكن حدث مشكلة وتم رفضي من قبلها، فسافرت لأداء العمرة، وسمعت من أحد المشايخ أنه يجوز لي أن أدعو بما أريد، فدعوت الله كثيرا وصليت صلاة قضاء الحاجة، ودعوت بأن يعذرني الله في جهلي لأني أظن أن فلانة فتاة ذات خلق، وطلبت من الله أن يصلح الحال بيني وبينها وبين أهلها، وأن يجعلها زوجة صالحة لي، وأن يجعلني زوجا صالحا لها، وأن يجعل فيها خيرا لي. وأحيانا كنت أعتقد وأنا أدعو أنه لا سبيل لإصلاح الأمر، لكني استمررت بالدعاء. وعندما عدت حاولت إصلاح الأمر لكنها رفضت ثانية. فهل آذيت نفسي بهذا الدعاء أو آذيتها، أو أغضبت الله سبحانه وتعالي. أنا أخاف أن يمنع الله عني رزق الزواج بما دعوت .
وهل لو أنها من رزقي فستظل موجودة حتى تتزوجني أم لا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما دعوت الله به شيء مخالف للشرع أو مضر بك، بل أحسنت بدعائك وتوجهك إلى الله، فإن الدعاء من أنفع الأسباب ومن أحب العبادات إلى الله، وليس من شرط قبول الدعاء أن يتحقق للعبد ما يطلبه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث؛ إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر، قال :" الله أكثر ". رواه أحمد.
فأحسن ظنك بالله وأكثر من دعائه، واسأله أن يرزقك الزوجة الصالحة، واعلم أن كل مقادير الخلائق مكتوبة قبل أن يخلق الله الخلق فما قضاه الله سيكون، سبحانه لا راد لقضائه، وهو سبحانه أعلم بما فيه الخير للعبد ، قال تعالى : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. [البقرة : 216].
والله أعلم.