هل يجب تطهير المشكوك في نجاسته

0 490

السؤال

أعتذر عن الإطالة ولكن أرسل لكم وأرجو أن يجعل الله بكم فرجا قريبا لي.
أنا مصابة بالوسوسة وخصوصا في الطهارة والنجاسة، وقد أرسلت لكم من قبل وما إن أتخلص منها في شيء حتى تأتيني في شيء آخر و أحيانا أستغرب من نفسي كيف يخطر ببالي مثل هذه الأمور و لكن الله المستعان.
أود أن أسأل عن الماء المتطاير من جراء سحب السيفون. فأنا أغلق المرحاض عند سحبه، وعند استعماله مرة أخرى أجد رذاذ ماء على الغطاء من الداخل، وأحيانا على مقعدة الحمام، وأحيانا يكون قد تبقى من أثر النجاسة شيء في الماء أسفل المرحاض، وأحيانا على جدار المرحاض الداخلي. فهل علي أن لا أنظر لمثل هذه الأمور وأتغاضى عنها لأنني أرى زوجي لايهتم لمثل هذه الأمور ولا يفكر فيها أصلا مثلي، فهو لا يلتفت للماء الموجود على مقعدة الحمام أو على غطائه، وأنا لا أستطيع استعمال المرحاض أو استعماله لأطفالي إلا بعد مسح هذه القطرات أو غسلها بإجراء الماء عليها، ومن ثم بعد استعماله يجب تجفيفه مرة أخرى كذلك حتى لا أتعب بتنظيفه من أثر الماء المتطاير من الاستنجاء لأنني لا أميز أيهما من أثر الاستنجاء و أيهما من الماء المتطاير عند سحب السيفون.
وهل هذا من المعفو عنه من النجاسات، لأنني لا أرى أحدا يقوم بما أقوم به فكلهم يستعملون المرحاض على أساس أن الماء الموجود عليه من الاستنجاء أو من ماء السيفون ولا يعتبرونه نجسا، أو أنهم لا يلتفتون لمثل هذه الأمور.
وقد قرأت مرة في فتوى بخصوص ماء السيفون أن الماء المتطاير هو من الماء الذي ينزل على النجاسة فهو من الماء النظيف ولا يلتفت إليه، و لكني لا أدري ماذا أفعل.
و سؤال آخر هو أنني عندما أغسل لأطفالي بعد قضاء حاجتهم أجد رذاذ ماء على مقعدة المرحاض من الخلف يغلب ظني أنها من ماء المرحاض جراء الماء المتساقط عليها، فهل أعمل بأنني ما دمت غير جازمة فالأصل فيها الطهارة أم أعمل بنجاستها لكون احتمال طهارتها ضئيل جدا، وعدم إمكانية ارتداده من مقعدة أطفالي للجزء الخلفي من مقعدة المرحاض؟
أرجوكم أجيبوني على أسئلتي فأنا أقضي وقتا طويلا في تنظيف المرحاض و تجفيفه.
و جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالذي يخلصك من الوسواس في هذا الباب أن تعلمي أن الأصل في هذه القطرات من الماء هو الطهارة، ولا يحكم بنجاستها إلا إذا حصل اليقين الجازم بأنها نجسة، ومع الشك فيستصحب الأصل وهو الطهارة فإن اليقين لا يزول بمجرد الشك، فلا تشغلي نفسك بتطهير ما تشكين في كونه نجسا بل ابني على الأصل وهو الطهارة، واعملي به حتى يحصل لك اليقين الجازم الذي تحلفين عليه بخلاف هذا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة