السؤال
خطبني شاب كنت على علاقة معه، ولكن والدي رفض لسبب غير شرعي، وسوف يخطبني الشاب مرة أخرى وأفكر بإقناع والدي حيث قال لي كثيرون قد يتم الزواج من غير رضى الوالد ولكنه سيفشل؟ فهل هذا صحيح؟ وهل ورد حديث عن هذا؟ لأني خائفة من هذا الشيء، استخرت ربي والحمدلله، وأريد هذا الشاب زوجا لي، ورضا والدي من عدمه لا يعتبر عقوقا، بل لي الحق في ختيار شريك حياتي
ولكنني خائفة من أن حياتي ستفشل بسبب عدم الرضا، ومتفائلة بأن والدي سوف يرضى حينما يرى أنني مرتاحة في حياتي مع هذا الشاب، فهل الرضى شرط أساسي؟ يعني لو وافق ولكنه غير راض، فهل هناك عقاب من الله عز وجل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجب عليك أولا أن تتوبي إلى الله عز وجل من تلك العلاقة التي كانت بينك وبين ذلك الشاب إن كانت قد ترتب عليها منكر من خلوة أو أي محرم. ثم إنه لا بد في النكاح من موافقة الأب لأنه هو الولي، فلا يصح النكاح دونه، لكن يحرم على الأب أن يعضل ابنته بمنعها من الزواج ممن تريد إن كان كفؤا لها، فإن منعها من الزواج بالكفؤ فلها رفع أمرها إلى القضاء الشرعي ليزوجها أو يأمر الأب بالتزويج، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 79908، 32427، 25815.
وليس من العقوق رفع الفتاة أمرها للقضاء لتزويجها إذا عضلها الأب، كما سبق في الفتوى رقم: 96004.
ولا تجب طاعة الوالدين إذا منعا الولد من الزواج بمن يريد دون سبب معتبر، كما في الفتوى رقم: 172555.
لكن الأب في الغالب لا يرفض تزويج ابنته إلا لمصلحة فلا تهملي رأيه، ولا حرج عليك أن تسعي في إقناعه وتوسطي بعض أهلك ليقنعوه، وقبل ذلك استعيني بالله واسأليه أن ييسر لك الخير، فإنك لا تدرين لعل هذا الرجل شر لك.
ولا نعلم حديثا فيه فشل زواج الناكح بغير رضا والديه، إلا أنه إذا لم يرض الوالدان بالنكاح لسبب معتبر فعصيانهما حينئذ عقوق، وقد يكون سببا لفشل النكاح، لأن المعاصي موجبة لوقوع المصائب والمكاره للعبد، قال تعالى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير {الحديد:22}.
والله أعلم.