السؤال
كم عدد القراءات لقراءة القرآن الكريم التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف.
وقد اختلف العلماء في معنى هذا الحديث اختلافا كبيرا، وقد سبق بيانه في الفتوى: 5963.
وليعلم أن العلماء اصطلحوا بعد ذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى سبع قراءات، حتى توهم عوام الناس أن القراءات السبع التي اصطلح عليها العلماء هي بعينها الأحرف السبعة الواردة في الحديث السابق، وهذا خطأ.
قال السيوطي رحمه الله في الإتقان: قال أبو شامة: ظن قوم أن القراءات السبع الموجودة الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف أهل العلم قاطبة. اهـ.
وقد تمنى بعض العلماء لو أنها سميت بغير هذا الاسم ليزول هذا اللبس عن العوام.
قال السيوطي في الإتقان: وقال أبو العباس بن عمار: لقد نقل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له، وأشكل الأمر على العامة بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر، وليته إذا اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل الشبهة. اهـ.
وقد اصطلح العلماء كذلك على تقسيم قراءات القرآن إلى عشر قراءات، فأضافوا إلى القراءات السبع ثلاث قراءات أخرى، كلها متواترة.
قال السيوطي في الإتقان نقلا عن ولد البغوي في كتابه منع الموانع: القراءات السبع التي اقتصر عليها الشاطبي والثلاث التي هي قراءة أبي جعفر، ويعقوب، وخلف، متواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
ولمعرفة القراءات العشر ورواتها راجع الفتوى: 11163.
ويبقى بيان نقطة أخيرة وهي: الفرق بين القرآن والقراءات؟
وقد بين الفرق بينهما الزركشي في البرهان في علوم القرآن فقال: واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان: فالقرآن هو: الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم للبيان والإعجاز. والقراءات هي: اختلاف ألفاظ الوحي المذكور في كتابة الحروف أو كيفيتها من: تخفيف، وتثقيل وغيرها. اهـ.
ولمزيد من الفائدة راجع الفتوى: 4256.
والله أعلم.