الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أسباب اختلاف قراءة الراويين عن شيخهما

السؤال

سؤالي يتعلق بالقراءات المتعددة للقرآن، فقد وجدت أن عددها كثير، ولا يقتصر فقط على القراءات السبع أو العشر، وإنما كل قراءة حققت الشروط الثلاثة فهي مقبولة.
وسؤالي هو: كيف يدرس تلميذان على يد نفس الأستاذ، وتكون بينهما اختلافات في القراءة؟ فمثلاً، قالون وورش درسا عند نافع، ولكن بينهما اختلافات، فكيف ذلك بالرغم من أن كليهما روايته معتبرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس في هذا ما يستغرب، فإن الشيخ قد يأخذ عن شيخه وجهين، فيقرئ واحدا من طلابه بوجه، ويقرئ آخر بوجه، وقد يأخذ عن شيخين فيقرئ أحد طلابه بروايته عن أحدهما، ويقرئ طالبا آخر بما رواه عن شيخه الثاني، ومثل هذا ما حصل من اختلاف الأزرق والأصبهاني فيما روياه عن ورش في القصر والمد، وكذا ما حصل من اختلاف بين شعبة وحفص، حيث أقرأ الإمام عاصم كلا منهما بما أقرأه أحد شيوخه، فقد ذكر الجزري في غاية النهاية في طبقات القراء: أن حفصا سأل عاصما فقال له: أبو بكر يخالفني! فقال: أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأقرأت أبا بكر بما أقرأني زر بن حبيش عن ابن مسعود. انتهى.

وقال الزرقاني في مناهل العرفان: وهؤلاء القراء قد يكون لبعضهم وجهان في كلمة ما، فينقل عنه أحد رواته وجها، وينقل الراوي الثاني وجها آخر. وهذا حاصل في راويي نافع، وراويي عاصم، وهذا الاختلاف يسمى في اصطلاح أهل الفن: رواية، ولا يسمى قراءة، فلا يشكل قراءة زائدة على العشر. وإنما يبين اختلاف الرواة عن القارئ حسب روايته هو لما روى عمن فوقه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني