السؤال
هل صيغة الصلاة على النبي: اللهم صل على محمد. تكفي ولها نفس أجر الصلاة الإبراهيمية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن أوصحنا في عدة فتاوى منها الفتوى رقم : 63503، أن الاقتصارعلى اللفظ الذي ذكرت مجزئ عند القائلين بوجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، في التشهد الأخير، وأن الزيادة على ذلك سنة ومن باب أولى عند القائلين بعدم وجوبها أصلا، كما أن اللفظ المذكور يكفي للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في غير التشهد لعدم اشتراط صيغة معينة، لكن الإتيان بالصيغ الواردة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل ومقتضى ذلك أن يكون أجرها أعظم، فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: فقولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
قال الحافظ ابن حجر: واستدل بتعليمه صلى الله عليه وسلم لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه، لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل، ويترتب على ذلك لو حلف أن يصلي عليه أفضل الصلاة فطريق البر أن يأتي بذلك. هكذا صوبه النووي في الروضة بعد، وذكر شيخنا مجد الدين الشيرازي في جزء له في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض العلماء أنه قال: أفضل الكيفيات أن يقول: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم، عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك. وعن آخر نحوه، لكن قال عدد الشفع والوتر وعدد كلماتك التامة ولم يسم قائلها، والذي يرشد إليه الدليل أن البر يحصل بما في حديث أبي هريرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا فليقل: اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على إبراهيم الحديث ـ والله أعلم. انتهى.
والله أعلم.