السؤال
سؤالي عن طبيعة النساء: فإذا كانت الحقيقة أنهن ناقصات عقل ودين. والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عنهن أنهن أكثر أهل النار ويكفرن العشير. وسمعت بهذه المقولة أنه كمل من الرجال الكثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث أو قليل . فإذا هذه هي طبيعتهن التي جبلن عليها. فلماذا تحاسبن على هذه الطبيعة ؟ وكيف نتحكم بهذه الطبيعة أو هذه الصفات ؟ وشكرا
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بما ذكرت من كون النساء ناقصات عقل ودين، وكونهن أكثر أهل النار ونحو ذلك، فإنه قد شرع لهن من العبادات ما لو اجتهدن فيه نلن مرضات الرب تعالى وفزن الفوز العظيم، والنساء شقائق الرجال فمن آمنت منهن وعملت صالحا وقهرت شهوتها وغلبت نفسها الأمارة بالسوء كانت على رجاء الفوز بالسعادة الأبدية، قال تعالى:إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما {الأحزاب:35}. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم سبب كون النساء أكثر أهل النار حين سألنه عن ذلك وهو أنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير أي الزوج. فمن اتقت ربها وجاهدت نفسها في حفظ لسانها ورعاية حق زوجها لم تكن من أهل هذا الوعيد، وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالجنة ووصف لهن طريق ذلك فقال صلوات الله عليه: إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها. قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت. رواه أحمد في مسنده وصححه الألباني. فهذا سبيل يسير على من يسره الله عليه، وإنما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به لا تنقصا للمرأة وإنما حثا لها على مزيد الاحتراز والتوقي مما عسى أن يكون مفضيا لغضب الله تعالى ودخول النار.
والتغلب على طباع السوء يكون بمجاهدة النفس وأطرها على الحق وحملها على ما يرضي الله تعالى، والمسلم متى جاهد نفسه واستعان بربه فهو على خير عظيم، ويرجى له أن يوفق ولا يخيب كما قال تعالى:والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين {العنكبوت:69}. وأما لماذا تحاسب المرأة على هذه الطباع؟ فلأن الله تعالى خلق لها مشيئة وإرادة وقدرة بها تقع أفعالها، وهداها النجدين وبين لها طريق الخير والشر فأقام الحجج وأرسل الرسل وقطع المعاذير، فلم يبق لأحد لا رجل ولا امرأة حجة عليه سبحانه بل له سبحانه الحجة البالغة على جميع خلقه، وإذا كانت المرأة تفعل ما تفعل من الشر عن بينة بإرادتها واختيارها فهي إنما تحاسب عما اقترفته من السيئات. والمسلم لا يحتج بالقدر على معصيته ولكن يدفع القدر بالقدر، فعلى المرأة وعلى كل مسلم أن يتوب إلى الله تعالى من معاصيه ويحافظ على مراضيه، ويستعين به سبحانه ويستهديه، ويبذل وسعه في مجاهدة نفسه في الاستقامة على الشرع ويطلب من الله تعالى القبول. والله يوفقنا جميعا لما فيه صلاح دنيانا وآخرتنا.
والله أعلم.