السؤال
هناك دراسة تفيد بأنَّ الخروج من المنزل يوميًّا يساعد على تحسين الحالة النفسية. فهل يجوز للمرأة الخروج من المنزل يوميًّا؟
هناك دراسة تفيد بأنَّ الخروج من المنزل يوميًّا يساعد على تحسين الحالة النفسية. فهل يجوز للمرأة الخروج من المنزل يوميًّا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن المرأة مأمورة شرعاً باستقرارها في بيتها، لأن ذلك أصْوَن لعفّتها، وكرامتها، وأبعد لها عن التعرض لأسباب الفتنة، ومن هنا جاء الأمر بذلك، في قوله سبحانه وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
ومن الأدلة على جواز خروج المرأة لحاجتها المباحة، ما جاء في صحيح البخاري، وغيره، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: خرجت سودة بنت زمعة ليلًا، فرآها عمر، فعرفها، فقال: إنك والله يا سودة ما تَخفَينَ علينا، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، وهو في حجرتي يتعشى، وإن في يده لعَرْقا، فأنزل الله عليه، فرُفع عنه وهو يقول: قد أذن الله لَكُنَّ أن تخرجن لحوائجكن.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: (قد أذن الله لَكُنَّ أن تخرجن لحوائجكن).
في هذا الحديث دليل على جواز خروج النساء لكل ما أبيح لهنَّ الخروج فيه -من زيارة الآباء، والأمهات، وذوي المحارم، والقرابات، وغير ذلك مما بهن الحاجة إليه-. اهـ.
مع التنبيه على مراعاة المرأة للضوابط الشرعية في الخروج -كالتستر، وعدم الاختلاط بالرجال، وعدم التطيب، واجتناب الزينة في الأماكن التي فيها الأجانب، إلى غير ذلك مما هو مطلوب في هذا المجال-، وراجعي الفتوى: 117262.
ومن الضوابط المهمة: أن لا تضيّع بخروجها ذلك حقًا واجبًا -كحق الزوج مثلاً-، فإن كانت ذات زوج، فلا بد من إذن زوجها، فإذا أذن لها في الخروج يوميًا للترفيه، أو لأمر مباح؛ جاز لها الخروج، ويحسُن أن يأذن لها إن كانت المصلحة في ذلك، لما فيه من جبر خاطرها، ومن حسن العشرة التي أمر الله تعالى بها، فقد قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء: 19].
أمّا كون الخروج يوميًا فيه علاج للأمور النفسية، فلا نعلم شيئًا عن هذا، وبإمكانك سؤال أهل الاختصاص، أو مراسلة قسم الاستشارات في هذا الموقع.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني