يحرم وضع كتاب الله بمكان غير لائق

0 408

السؤال

طلبت امرأة عجوز من زوجتي بأن تحضر لها قرآنا وضعته فوق سطح منزلها قبل حوالي 15 سنة ، فلم تعرها زوجتي اهتماما وعندما أخبرتني قلت لها لا بد من إحضار القرآن ويجب أن لا نرضى بأن يكون القرآن عرضة للغبار والقاذورات ومن يرضى بذلك يكفر كما في فتوى رقم ( 173075 ) ،عندما قلتم (ويجب أن تصان الأوراق التي فيها اسم الله تعالى أو قرآن أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك عن الامتهان وذلك إذا علم بوجودها وكان قادرا على صيانتها؛ فإن أهل العلم ينصون على أن من ترك استخراج ما فيه ذكر لله ونحوه مما هو محل تعظيم في الشريعة من أماكن القاذورات مع القدرة على ذلك فإنه يكفر ) وكلما أخبرت زوجتي أحدا يضحك ويقول أين ستجدونه فقد سبق و أن أتت عواصف لدرجة اقتلاعها حديد ( هنجر ) فوق سطح المنزل ثم حاولت تناسي الموضوع بعد أن رأيت البعض يضحك عند إخباره وخفت أن يعرفوا أو يظنوا بأني مصاب بالوسواس وكذلك تكاسلت أكثر بعد أن عرفت بأن منزل العجوز قديم ومتواضع ولا يوجد درج للسطح بل لا بد من تسلق الجدران أو إحضار( سلم) ، وبعد أيام تقول زوجتي بأن خالتها أي بنت المرأة العجوز تذكروا بأنهم سبق و أحضروا القرآن قبل زمن ، فما رأيكم هل تجاهلي عن الموضوع ومحاولة التناسي ينافي تعظيم القرآن الكريم وقد نكفر والعياذ بالله كما في فتواكم ؟ جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فمن الأدب المأمور به أن يصان كتاب الله ويعظم . قال الإمام النووي في التبيان: وأجمعت الأمة على وجوب تعظيم القرآن على الإطلاق وتنزيهه وصيانته. اهـ
وليس من الأدب وضع المصحف على السطح غير محفوظ في دولاب أو ما أشبهه مما يحجبه ويحفظه عن الغبار،  والواجب صيانته عن كل ما فيه امتهان  .

قال أحمد بن إبراهيم الدمشقي الشهير بابن النحاس: فصل في بعض ما يشاهد في المساجد من البدع: قال: ومنها: كتابة القرآن في جدران المسجد، ومذهبنا أنه مكروه، لأنه تعريض له لوقوع الغبار عليه، وقد صرح الحليمي في منهاجه أن من تعظيم الله تعالى وتعظيم رسوله صلى الله عليه وسلم أن ننفض الغبار عن المصحف وكتب السنن، وألا يوضع عليها شيء من متاع البيت، . انتهى.

وكما يحرم وضعه بمكان غير لائق فيحرم كذلك تركه بمكان غير لائق كما قال الدردير في شرحه على مختصر خليل .

وقد احسنت في حرصك على احترام القرآن وعدم الرضى بأن يكون القرآن عرضة للغبار والقاذورات، وما دمت سعيت في الموضوع ولم ترض به ولم تقره وأخبرت بصعوبة التوصل للمصحف فلا تطالب بأكثر من ذلك؛ لقوله تعالى: فاتقوا الله ما استطعتم .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات