السؤال
أنا طالبة في كلية مختلطة، محجبة، ولدينا في الكلية غرفة للصلاة، وهنالك أحد الطلاب الملتزمين جدا، والمحافظين جدا، وهو من حفظة كتاب الله كاملا، وصاحب صوت عذب جميل في قراءة القرآن؛ مما يجعل القلوب تهتدي بجمال صوته، وأعرفه من أحد الصفوف التي كان يأخذها معي، وقد أحببت تدينه، وقراءته؛ حتى إنني كثيرا ما أنتظر قدومه للصلاة، والمشكلة هي أنني أفكر به كثيرا، وأدعو ربي أن يزوجني منه؛ حبا في تدينه، وصوته، فهل أبتعد عن مكوثي عند المصلى، وأترك مصيري ونصيبي على الله؟ رغم أنني أتمنى من أعماقي الارتباط به؛ مما يجعلني مشتتة التفكير في دراستي. أتمنى منكم نصيحة لوجه الله -جزاكم الله خير الجزاء-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لك التوفيق، والثبات على الحق. وقد عقد الإمام البخاري -رحمه الله- بابا سماه: باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح. أورد فيه حديث ثابت البناني، قال: كنت عند أنس -رضي الله عنه-، وعنده ابنة له، قال أنس -رضي الله عنه-: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله، ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها!! واسوأتاه. قال: "هي خير منك، رغبت في رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأورد حديثا آخر.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وفي الحديثين: جواز عرض المرأة نفسها على الرجل، وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك.
وننبه الأخت السائلة إلى أنه ينبغي أن يتم ذلك دون الوقوع في مواطن الشبهات، التي تؤدي إلى الطعن في الدين، أو العرض، خاصة في مجتمع الجامعات المختلطة، وعلى أن تراعى الجوانب الشرعية في كل ما يتعلق بأمر الخطبة، وغيرها.
والله أعلم.