السؤال
أعرف رجلا مسلما كان متزوجا من أجنبية (أوروبية) وقد أنجب منها بنتا وهي الآن فتاة عمرها 23 سنة وقد تزوجت من رجل أوروبي مثلها وأنجبت طفلا وحيث إننا سنسأل عن أولادنا وكيف رعيناهم ماهي أفضل طرق التوجيه والنصيحة نحو هذا الرجل المسلم وابنته؟
أعرف رجلا مسلما كان متزوجا من أجنبية (أوروبية) وقد أنجب منها بنتا وهي الآن فتاة عمرها 23 سنة وقد تزوجت من رجل أوروبي مثلها وأنجبت طفلا وحيث إننا سنسأل عن أولادنا وكيف رعيناهم ماهي أفضل طرق التوجيه والنصيحة نحو هذا الرجل المسلم وابنته؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن زواج المسلم من الأوربيات الكتابيات العفيفات وإن كان جائزا من حيث الجملة، إلا أنه اليوم من جملة المصائب التي نزلت بالمسلمين، لما فيه من الآثار والعواقب الوخيمة على الزوج وعلى الأولاد والأسرة.
وأخطر ما في هذا الزواج تأثيره على الأطفال، فالأم هي المحضن الأول للطفل بعد ولادته وفي سنين نشأته الأولى، وفي هذه السن تتكون شخصيته، ويكتسب العادات والسلوك، فحينما تكون الأم أوربية على عقيدة غير عقيدة الإسلام، فإنها تصبغ الولد بصبغتها وتخرج مسخا أبعد ما يكون عن دينه وتقاليد مجتمعه، ويكون تأثير هذه الأم في بناتها أشد لتعلق البنت بأمها عادة، فتكتسب من أخلاقها وتميل إلى قومها، كما رأينا في هذه الحالة الواردة في السؤال.
والآن وقد وقع المحذور، فالذي يجب فعله في زواج البنت بالأوربي إن كان كافرا أن يفرق بينهما فورا، فإنه لا يحل لمسلمة أن تكون تحت كافر بإجماع العلماء، لقوله تعالى: (ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا) [البقرة:221].
يقول الإمام القرطبي عند تفسيره لهذه الآية: أي لا تزوجوا المسلمة من المشرك، وأجمعت الأمة على أن المشرك لا يطأ المؤمنة بوجه، لما في ذلك من الغضاضة على الإسلام. (3/72).
ولا يجوز لهذه البنت أن تمكنه من نفسها، لأن هذا زواج غير شرعي، والطفل الذي أنجبته منه يتبعها وينتسب إليها وعلى دينها، لأن الأولاد يتبعون خير الزوجين دينا.
والله أعلم.