حرمة ترك المصحف في مكان يعلم أنه معرض فيه للحرق

0 262

السؤال

رجلان تخاصما، واحد منهما قام بحرق محل خصمه. وفي المحل بعض نسخ القرآن ومواد أخرى. وصاحب المحل أخرج مواد مهمة بالنسبة إليه وترك القرآن ليحترق. علما أن عنده مجالا ويستطيع أن يخرج القرآن ولكنه تركه عمدا حتى يتهم الرجل بالكفر وإحراق القرآن. هل هذا من باب إحراق القرآن بنفسه لأنه تركه عمدا وهل يعاقب عند الله على فعله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فعله هذا الرجل من ترك المصحف في مكان يعلم أنه معرض للحرق لا يجوز مهما كان القصد به؛ فقد نص أهل العلم على أن تعمد ترك المصحف في مكان مستقذر يعد كفرا كابتداء تعمد إلقائه فيه أو حرقه.

قال الدردير المالكي في شرحه على المختصر عند بيان أحكام الردة: (كإلقاء مصحف بقذر) ولو طاهرا، إلى أن يقول...... وحرق ما ذكر -القرآن والحديث- إن كان على وجه الاستخفاف فكذلك.
ولكن ترك هذا الرجل للقرآن في ذلك المحل -مع أنه لا يجوز  - لا يكفر به، لأنه لم يقصد بذلك الاستهانة بالقرآن أو تحقيره بل الظاهر أنه يقصد به جر الخصم إلى الوقوع فيما هو مستقبح حتى يعاب ويذم، ولذلك فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه.
وسبق أن بينا وجوب احترام القرآن الكريم وصيانته، وحرمة الاستهانة به بأي وجه، وانظري الفتاوى أرقام: 22717 182413 113439.
 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات