لا وجه لتأخير الزواج بدعوى تحسين الوضع

0 358

السؤال

أنا شاب فلسطيني تخرجت مهندسا من إحدى الجامعات لكن للأسف لم يسعفني الله بعمل جيد يمكنني من بناء حياتي بشكل صحيح وخلال فترة دراستي أعجبت بطالبة من حيث دينها وأخلاقها كانت تصغرني بعامين وبعد تخرجي وعملي في عمل مؤقت صارحتها بحبي لها ورغبتي في الزواج ووجدت عندها نفس الرغبة والإعجاب ولكني بعد طول عمل وجدت أنه لا فائدة من عملي بشكل لا يبني مستقبلي ولهذا فكرت في إكمال دراستي العليا لتحسين وضعي العلمي والحياتي وقد وعدني أهلي بمساعدتي في أحد أمرين أما الزواج أو الدراسة مع العلم أن الدراسة ستأخذ سنتين.فهل يحق لي أن أطلب من هذه الفتاة أن تنتظرني؟ وإن كانت لها الرغبة في انتظاري وأجبرها أهلها على زواج لا تريده فهل يحق لها الرفض لأنها تنتظرني؟وسؤالي الآخر: هل من وجهة نظر الشرع يفضل أن أتزوج أم أن أكمل الدراسة لتحسين وضعي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الزواج في حق من رغب فيه وقدر عليه مندوب عند أهل العلم، والأخ السائل يذكر أنه يستطيع الزواج بمساعدة أهله له فلا وجه لتأخير الزواج بدعوى تحسين الوضع، فالله تعالى يقول: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) [النور:32].
روى ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن مسعود قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله).
وعن ابن عباس قال: أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم، ووعدهم في ذلك الغنى، فقال: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) تفسير الطبري 9/311.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة، فليتزوج" والباءة: القدرة على الزواج، وهي متوفرة في حق الأخ السائل.
وأما هل يحق للفتاة انتظاره ورفض من يتقدم لها؟ فلها ذلك ما لم تتضرر، وعلى أوليائها أن لا يزوجوها ممن تكره، وأن يسمعوا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي رواه ابن ماجه: "لم ير للمتحابين مثل النكاح".
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة