السؤال
هل يصح تسمية سورة الشرح بسورة الانشراح ؟ وهل لهذه السورة أثر خاص بها على ذبذبات الإنسان ؟ فلقد انتشرت هذه الرسالة بين الناس
هل يصح تسمية سورة الشرح بسورة الانشراح ؟ وهل لهذه السورة أثر خاص بها على ذبذبات الإنسان ؟ فلقد انتشرت هذه الرسالة بين الناس
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نقل هذه التسمية ابن عاشور في تفسيره عن بعض المفسرين فقال: سميت في معظم التفاسير وفي ( صحيح البخاري ) و ( جامع الترمذي ) ( سورة ألم نشرح )، وسميت في بعض التفاسير ( سورة الشرح ) ومثله في بعض المصاحف المشرقية تسمية بمصدر الفعل الواقع فيها من قوله تعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ( ( الشرح : 1 ) وفي بعض التفاسير تسميتها ( سورة الانشراح ) . اهـ.
وممن ذكرهذه التسمية من علماء السلف ابن مجاهد وابن العربي، وشيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم، وابن الجوزي، وأبو حيان في تفسيريهما.
وأما عن وجود تلك الخاصية للسورة فلم نطلع على شيء في ذلك بخصوصه، ولكنه لا حرج ـ إن شاء الله ـ في قراءة أي سورة من القرآن على سبيل التوسل إلى الله تعالى بها لقضاء ما يطلبه العبد من الحوائج المشروعة، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما رواه عنه عمران بن حصين: اقرؤوا القرآن وسلوا الله به قبل أن يأتي قوم يقرءون القرآن فيسألون به الناس. رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وعن عمران بن حصين أيضا أنه مر على قارئ يقرأ ثم سأل، فاسترجع ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس. رواه الترمذي وقال: حديث حسن ـ وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال المباركفوري في تحفة الأخوذي: فليسأل الله به ـ أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة. اهـ.
والله أعلم.