السؤال
ما شرح هذا الحديث؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتغلب إحداكن أن تصاحب في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبين من هو أولى به استرجع، ثم قال: رب آسني ما أمضيت، فأعني على ما أبقيت، فو الذي نفس محمد بيده إحداكن لتبكي، فتستعين لها صويحبة، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
هذا الحديث أخرجه ابن أبي شيبة والطبراني في المعجم الكبير، وقال عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري: حديث طويل حسن الإسناد أخرجه ابن أبي خيثمة، وابن أبي شيبة، والطبراني وغيرهم، وأخرج أبو داود والترمذي أطرافا منه. انتهى.
وهو من حديث قيلة بنت مخرمة العنبرية في قصة وفادتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم تريد الإسلام، وذلك أنه قد كان قال لها لما رأى عقلها وفصاحتها: ( أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر لما وراء الحجزة ) فبكت عند ذكر ابنها فقال عندئذ: أتغلب إحداكن ........... إلخ
ومعنى الحديث: أتغلب إحداكن يا معاشر النساء أن تعايش صفيها وحبيبها بإحسان وعطف ما دام حيا، فإذا حيل بينها وبينه بالموت استرجعت واحتسبت في مصيبتها ثم دعت بهذا الدعاء وهو: رب آسني ... أي رب امنحني الصبر فيمن أمضيت – أي أخذت – وارزقني الشكر على ما أبقيت، - ومعنى آسني أي عوضني- والحديث في رواياته اختلاف كثير في اللفظ وفي المعنى أحيانا وإن كان بعضه يفسر بعضا .
وقد ورد في الحديث تذكير الضمير وهو في سياق خطاب المؤنث، وذلك لتداخل الروايات إذ في بعضها وردت بخطاب المذكر: أي أيغلب أحدكم ........ ،
وقد استدل ببعض روايات هذا الحديث الطبري ومن بعده كالقاضي عياض وابن تيمية وغيرهم ممن يرى أن معنى تعذيب الميت في قبره: تألم قلبه وانكساره بنياحة أهله عليه، وذلك أنه جاء في بعض روايات هذا الحديث: إن أحدكم ليبكي فيستعبر له صويحبه. أي يبكي لبكائه الميت. بدل: إحداكن لتبكي، فتستعين لها صويحبة.
والله أعلم.