زيادة مرات زيارة الموقع الوهمية من الغش والخداع

0 254

السؤال

لقد وهبني الله موهبة في مجال البرمجيات، وقد دخلت مجال التسويق بالإنترنت واستغللت بعض مهاراتي البرمجية ووظفتها لكي تخدم هذا المجال إلى أن وصلت لابتكار روبوت يرفع من الترافيك للمواقع ـ هو عدد الزيارات والدخول إلى الموقع خلال فترة زمنية قصيرة، وبناء عليه يتم تصنيف الموقع في محركات البحث ومواقع رصد الترافيك ـ وكلما زاد الترافيك كلما زادت القيمة الاقتصادية والتسويقية للموقع وبالطبع يتم رفع تصنيف الموقع عالميا أو على الأقل اقتصاديا، طبعا كما ذكرت ابتكرت روبوت يزود الترافيك ودون الحاجة إلى زوار حقيقيين فهو يقوم بوظيفة الزائر الحقيقي في زيارة الموقع ودون أن يدري أحد، والأهم أن هنالك أشخاصا أحصل منهم على المال من أجل رفع الترافيك لمواقعهم، لكنهم لا يعلمون أنني أرفع الترافيك لدى مواقعهم عن طريق روبوتات خاصة بي، ولم أخبرهم بذلك، لأن المهم بالنسبة لهم هو رفع الترافيك، وبالتالي ترتفع القيمة الاقتصادية للموقع ويرتفع تصنيفه لدى محركات البحث ـ مما يعني فرصة وصول زوار حقيقيين أكثر للموقع ـ والمشكلة الآن أنهم يظنون أنني أرفع الترافيك لديهم عن طريق زوار حقيقيين بالفعل وليس عن طريق روبوتات مبرمجة على أن تؤدي وظيفة الزائر العادي، وما يمنعني أن أبوح لهم بهذا السر هو سر المهنة، فأغلبية أعمال التسويق على الإنترنت ـ بدون التوجه إلى عمل حملات إعلانية مباشرة ـ إعلانات رسمية ـ تندرج تحت عنوان: القبعة السوداء ـ وإذا تم البوح بأحد أسرار نجاح إحدى هذه الطرق فسيتخدمها الجميع وتصبح فاشلة، لأن محركات البحث ومراصد الترافيك سوف تغير طريقة رصدها للترافيك وبالتالي تفشل هذه الطريقة، وهذا المجال به العديد من الأسرار التي تسمى حيلا أو tricks وتكون هذه الحيل شريفة، لأنها لا تضر أحدا وتهدف فقط إلى التسويق وليست حكرا على أحد أو ممنوعة، فقط أنت بحاجة لامتلاك الحيلة ولك مطلق الحرية لتطبيقها في أرضك، لأنك لا تضر أحدا، والحيرة هنا هل هذا يعتبر غشا أم لا؟ مع العلم أن مراصد الترافيك لا توجد علاقة بينها وبين صاحب الموقع وهي فقط تتطفل على الموقع لمعرفة الترافيك، وبالتالي هي ليست مسابقة بشروط أو أحكام، والمشكلة تكمن في محركات البحث ومراصد الترتيب لأنها لا تستطيع اكتشاف أن زائرو الموقع روبوتات، فهي تعمل كالمخبر الذي يراقب مكانا من بعيد ويرى الزوار يفدون عليه بشكل متزايد دون أن يعلم أنهم روبوتات فتحفز الآخرين ـ الزوار الحقيقيين ـ على زيارة هذا المكان، مع العلم أن المواقع التي أتعامل معها ليس لها أي نشاط نصب أو إباحية، وكذلك أعمل فقط مع المواقع الناشئة التي هي بحاجة إلى دفعة لكي تصل إلى الجمهور ويعرفها الناس، مع العلم أن هناك من لديهم أسرارهم في الترويج لمواقعهم عن طريق زوار حقيقيين ولكن عن طريق الكذب على الزائر مثل روابط: اضغط هنا وشاهد نتيجة الثانوية قبل الجميع.... وفي النهاية توجه الزائر لموقع هو لم يقصده، والسؤال الآن: هل المال الذي أحصل عليه مقابل هذا العمل بالطريقة السابق ذكرها ـ الروبوتات ـ حلال أم حرام؟ وبالرغم من أنني أعلم أنني أحقق الغاية التي يريدها أصحاب المواقع ولكنني أشك أن تكون الوسيلة لا ترضي الله، أتمنى إجابة شافية بإذن الله لأنني آكل من هذا المال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن ارتفاع عدد الزوار الحقيقيين للمواقع الإلكترونية مطلب فيه غرض مخصوص ومنفعة مقصودة، كما لا يخفى أن الطرق التي ذكرها الأخ السائل لا تخلو من معنى الغش والخديعة، وإن كانت تحقق شيئا من المنفعة للموقع، وعليه، فلا يجوز له استعمالها، ولا اكتساب المال بها، وراجع للفائدة الفتويين: 177095، 65308.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى