وجوب احترام ما فيه اسم الله أو اسم نبي أو علم شرعي

0 246

السؤال

بارك الله فيك شيخي الكريم: هل يكره أن أضع حقيبة فيها بعض الأوراق ومكتوب فيها اسم الله تعالى تحت الكرسي قريبة من قدمي في السيارة حيث فعلت ذلك ولم أقصد إهانة ما فيه اسم الله تعالى، لكنني تكاسلت عن إيجاد مكان لها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيبدو من أسئلة السائل السابقة أن السائل مصاب بشيء من الوسواس، ولذلك فإننا ننصحه بالبعد عن الاسترسال والتفكير في مثل هذه الأمور، وننصحه بتقوى الله تعالى وإشغال نفسه بما تيسر له من عمل صالح ينفعه في دينه ودنياه، وبكثرة ذكر الله تعالى والاستعاذة به من شر الشيطان ووساوسه، وبخصوص ما ذكرت: فإن ما كان مكتوبا فيه اسم من أسماء الله تعالى ينبغي أن يحترم، وليس من الاحترام جعله تحت الكرسي الذي يجلس عليه قريبا من الرجلين، بل ينبغي رفعه، قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله، أو اسم نبي له يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد، أو عيسى، أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. اهـ.

وفي حاشية قليوبي وعميرة في الفقه الشافعي: ومثل المصحف الحديث وكل علم شرعي، أو ما عليه اسم معظم، ولا بد في غير القرآن من قرينة تدل على الإهانة وإلا فلا. اهـ. 

وقال البهوتي في شرح المنتهي: وكره مد رجل إليه واستدباره ـ أي المصحف ـ وكذا كتب علم فيها قرآن تعظيما، وكره تخطيه وكذا رميه بالأرض بلا وضع ولا حاجة تدعو إليه, بل هو بمسألة التوسد أشبه، وقد رمى رجل بكتاب عند أحمد فغضب وقال أحمد: هكذا يفعل بكلام الأبرار... اهـ.

وفي الآداب الشرعية لابن مفلح: قال ابن عبد القوي في كتابه مجمع البحرين إنه يحرم الاتكاء على المصحف وعلى كتب الحديث وما فيه شيء من القرآن اتفاقا، انتهى كلامه، ويقرب من ذلك مد الرجلين إلى شيء من ذلك، وقال الحنفية يكره لما فيه من أسماء الله تعالى وإساءة الأدب. اهـ.

وفي فتح القديرلابن الهمام: يكره أن يمد رجليه في النوم وغيره إلى القبلة أو المصحف أو كتب الفقه إلا أن تكون على مكان مرتفع عن المحاذاة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة