لا حرج في الدراسة والعمل المباح للمرأة لتكفي نفسها

0 285

السؤال

أسأل الله أن يتسع صدركم لي: أنا فتاة منتقبة بفضل الله، وتخرجت هذه السنة من كلية العلوم قسم الكيمياء الحيوية بتقدير امتياز، وحافظت على نفسي بفضل الله من كل حركة ونظرة وكلمة لا يرضاها الله على قدر استطاعتي بفضل الله، وكان الله في عوني على ذلك فالحمد لله، ولكنني أريد أن أعمل لأن أبي متوفى، ولا أحب أن أطلب من أحد شيئا لحفظ كرامتي، فلكي أعمل في أي عمل يلزم أن أكمل دراسات عليا لأنني من العشرة الأوائل فيمكن أن أعين في مستشفى أو غير ذلك، فأريد أن أسجل في الماجستير في نفس تخصصي، فقيل لي إن هذا طلب للدنيا ولكنني سأجدد النية دائما بيني وبين ربي أن أبحث في دراستي لعل البحث ينتهي بشيء يفيد المسلمين، وليكون هذا من إعمار الأرض التي استخلفنا الله فيها، وليكون في نسائنا باحثات بدل أن يكون نساء الغرب هن من في قمة البحث، ولأصون نفسي بعمل يكفيني به الله عن الاحتياج لأحد حتى يرزقني الله بزوج صالح سيكون الأمر بشكل آخر لأنني أعلم أن للزوج حقا عظيما، وسأحاول جاهدة أن أدخل في معهد لإعداد الدعاة مع هذه الماجستير.
والسؤال الأول: هل هذا طلب للدنيا أم يمكنني بنيتي أن أؤجر عليه؟
والسؤال الثاني: يمكن أن أحتاج بعض الأيام للسفر لمعمل في دمياط التي تبعد عن محافظتي بور سعيد أربعين كيلومترا وهما يقعان في مصر، ويأخذان بالسيارة حوالي ساعة على ما أعتقد، فهل يمكنني أن أسافر مع زميلة لي هذه المسافة بغير محرم؟
والسؤال الثالث: سأحتاج أن أتكلم مع الدكتور المشرف في الهاتف لأسئله ولأعلمه بالتطورات في بحثي وهو رجل كبير وتكون أمي جالسة معي، فهل يجوز ذلك؟ وجزاكم الله خيرا، وآسفة جدا على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسعيك للعمل المباح والدراسة النافعة على الوجه المذكور في السؤال سعي محمود ولو كان طلبا للدنيا، فليس كل طلب للدنيا مذموما، بل طلب الدنيا منه واجب، ومنه مستحب، ومنه جائز، سواء في ذلك الرجل والمرأة، وانظري الفتوى رقم: 19929.

وإنما يذم طلب الدنيا إذا كان بطريق غير مباح، أو كان غرضه التكاثر والمباهاة والتفاخر، وأما دراسة العلوم النافعة فلا يخفى فضل ذلك وشرفه ولا سيما إذا صاحبته نية صالحة، وانظري الفتوى رقم: 126409.

وبخصوص السفر المذكور: فإن كان مأمونا لا يعرضك لفتنة فنرجو أن يكون جائزا بغير محرم، كما بيناه في الفتوى رقم: 173887.

وأما عن مكالمة الدكتور المشرف بغير خضوع في القول فيما تدعو إليه حاجة الدراسة فلا حرج فيه ـ إن شاء الله ـ وانظري الفتوى رقم: 8449.

نسأل الله أن يوفقك ويسددك، وينفع بك الأمة، ويرزقك الزوج الصالح الذي تسعدين معه في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة