حكم الانضمام للجماعات العاملة في مجال الدعوة الإسلامية

0 234

السؤال

أريد الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين, فهل ذلك حرام وبدعة؟ لأنه لم تكن توجد جماعات أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخاف أن أدخل النار, وقد سمعت قول الله تعالى: إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون" فهل هذه الآية تنطبق على ذلك؟
أرجو الرد للأهمية - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فهذه الجماعات العاملة لنصرة الدين - كجماعة الإخوان المسلمين ونحوها - هي على خير في الجملة، والتعاون مع أهلها على البر والتقوى أمر حسن لا حرج فيه، وليس هو من تفريق الدين المذموم متى انضبط بالضوابط الشرعية، فإن التسمي بهذه الأسماء مما يسوغ ولا ينكر، وإنما ينكر الاجتماع على أمر غير شرعي - كأصل يخالف الأصول المتفق عليها عند أهل السنة - وكذا يذم عقد الولاء والبراء على هذه الأسماء وتلك الجماعات, فيتعصب أفراد كل جماعة لجماعتهم, ويعتقدون أن الحق لا يعدوهم, فلا يقبلون الحق ممن جاء به ممن ليس تابعا لهم, ويقبلون الباطل ويسوغونه ممن كان تابعا لهم, وهذا أمر مذموم يؤدي إلى التفرق, ويفضي إلى شر عظيم، فإذا كان تعاونك مع هذه الجماعة مقيدا باتباعك للكتاب والسنة فتوالي من والاه الله ورسوله وتعادي من عاداه الله ورسوله وتقبل الحق من كل من جاء به حتى ولو كان من غير جماعتك، وتناصح أفراد جماعتك إذا وجدت من أحدهم خلاف الحق فلا حرج عليك في ذلك، ولست - والحال هذه - ممن فرقوا دينهم وكانوا شيعا، بل أنت متى تعاونت معهم ملتزما بما ذكرنا من الضوابط داخل في الممتثلين لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى" {المائدة:2}، وراجع للأهمية حول ضابط الانضمام لهذه الجماعات العاملة للإسلام الفتوى رقم: 10157 والفتوى رقم: 5900.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة