الطرق الموصلة لفهم أحكام الشريعة

0 223

السؤال

ماهي الطريقة الصحيحة لفهم أحكام الشريعة؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فإن الطريقة الصحيحة لفهم أحكام الشريعة، هي دراسة نصوصها على أهل العلم، ليفهموا الدارس ما اشتملت عليه النصوص من الأحكام انطلاقا من قواعد اللغة، وأصول الفقه، وفهم وتفسير السلف الصالح لتلك النصوص.

 وقد ألف جمع من أهل العلم في آيات الأحكام، وأحاديث الأحكام، ومن أهم تلك الكتب: آيات الأحكام لابن العربي، وآيات الأحكام للجصاص، والجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي. والاستذكار للإمام ابن عبد البر، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للإمام ابن دقيق العيد، وطرح التثريب للحافظ العراقي، وسبل السلام للأمير الصنعاني، ونيل الأوطار للشوكاني.

  فينبغي وضع برنامج عملي لدراسة ما تيسر من هذه الكتب، مع الحرص على التمسك بتقوى الله تعالى؛ فإن التقوى عون على طلب العلم والتفقه في الدين، والفرقان والبصيرة. قال الله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم [البقرة:282].

  قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم، وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علمه، أي يجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه، وقد يجعل في قلبه ابتداء فرقانا أي فيصلا يفصل به بين الحق والباطل، ومنه قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم. اهـ.

  وقال تعالى: يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم [الأنفال:29].

 قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: قال ابن عباس، والسدي، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، ومقاتل بن حيان، وغير واحد: فرقانا مخرجا، زاد مجاهد في الدنيا والآخرة، وفي رواية عن ابن عباس: فرقانا نجاة، وفي رواية عنه: نصرا، وقال محمد بن إسحاق: فرقانا أي فصلا بين الحق والباطل، وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم، وهو يستلزم ذلك كله، فإن من اتقى الله بفعل أوامره وترك زواجره، وفق لمعرفة الحق من الباطل، فكان ذلك سبب نصره ونجاته، ومخرجه من أمور الدنيا، وسعادته يوم القيامة، وتكفير ذنوبه وهو محوها، وغفرها: سترها عن الناس، وسببا لنيل ثواب الله الجزيل، كقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة