السؤال
أود أن أسأل عن هبة أجر العمل الصالح للميت, هل يصل الأجر كاملا وفضل العمل؟ على سبيل المثال: سورة الملك - فضل قراءتها النجاة من عذاب القبر - فإذا قرأناها ووهبنا أجرها للميت هل يصله أجر قراءة القرآن نفسها, بالإضافة للنجاة من القبر أم يصله أجر قراءة القرءان فقط؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما قراءة سورة تبارك فإنها تنجي صاحبها من عذاب القبر, وتشفع له يوم القيامة, فقد روى الترمذي والإمام أحمد وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن - ثلاثون آية - شفعت لرجل حتى غفر له، وهي تبارك الذي بيده الملك. وفي رواية: فأخرجته من النار, وأدخلته الجنة. وفي رواية: شفعت لصاحبها.
قال الترمذي: فمن قرأها وواظب عليها شفعت له في القبر، أو شفعت له يوم القيامة. اهـ
وعلى هذا فالحديث وارد فيمن قرأها كما جاء فيه: شفعت لصاحبها, وانظر فتوانا رقم: 104119.
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ج1/ص187: "وأخرج الطبراني بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سورة في القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك" وجاء في شعب الإيمان ج2/ص494 "عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وددت أنها في قلب كل مؤمن - يعني تبارك الذي بيده الملك - وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لوددت أن تبارك في صدر كل إنسان من أمتي" وعن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره فيؤتى رجلاه فتقول رجلاه: ليس لكم على ما قبلي سبيل إنه كان يقرأ بي سورة الملك, ثم يؤتى من قبل صدره أو قال بطنه فتقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل إنه كان يقرأ بي سورة الملك, ثم يؤتى رأسه فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل إنه كان يقرأ بي سورة الملك, قال: فهي المانعة تمنع من عذاب القبر" وفي بعض هذه الأحاديث مقال.
وعليه فمن مجموع هذه الأحاديث وغيرها الواردة في فضائل بعض الأعمال مع جواز إهداء ثوابها للميت, يتبين أن ثواب العمل يصل للميت لأنه ملك للعامل الحي, ومن ملك شيئا جاز له أن يهبه, لكن الذي يصل الثواب وليس فضل العمل, وإنما ذلك للعامل نفسه؛ لأن كل هذه الأحاديث التي ذكرت تبين أن فضيلة قراءة سورة تبارك وهي الإنجاء من عذاب القبر إنما تعلقت بقارئها والفاعل لها على الحقيقة.
وانظر فتوانا رقم: 60241, وما فيها من إحالات.
والله أعلم.