حكم اقتباس آية قرآنية مع تغيير بعض ألفاظها

0 945

السؤال

وقعت مناقشة بين بعض الإخوة فأرسلتها لكم لبيان ما فيها من الصواب والخطأ.
البداية كانت عندما وجد الأخ صورة (كاريكاتير) على موقع تواصل فيه رجل وامرأة, والمرأة تتفحص هاتف الرجل وكأنه يردد الآية: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ولكن اللفظ المكتوب كان فيه تغيير وهم لا يبصرون بدل فهم لا يبصرون, فلما بين هذا الأخ لصاحب الصورة أن الآية غير صحيحة هكذا, وعليه إما حذف الصورة, أو بيان ذلك بكتابة الآية بلفظها الصحيح فوق الصورة, قال له صاحب الصورة: إنها من باب الدعاء هنا, وليست آية فيجوز تغيير الألفاظ, فقال الأخ: ولكن لو كانت دعاء فكيف يقال: جعلنا من بين أيديهم, يعني قد يقال: (جعل الله من بين أيديهم, أو اللهم اجعل من بين أيديهم أو يا رب اجعل .., لكن جعلنا, ثم تجاوزنا هذا, فكيف له أن يكمل فأغشيناهم فهم لا يبصرون, فبهذه التكملة لا تكون دعاء, فاعترض صاحب الصورة وقال: هذا من باب الذكر وهو جائز, ثم أرسل له رابطا لأحد المواقع يحتوي على أذكار الصباح والمساء وفيه الآية, فقال ذلك الأخ: إن الأذكار توقيفية, فليس لنا أن نغير اللفظ, واستدل بحديث البراء بن عازب, وموضع الشاهد قول البراء آمنت برسولك, وهو يردد ما علمه النبي من ذكر النوم فعدل عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك باللفظ الأول آمنت بنبيك, وتوقف النقاش إلى هنا, وأخيرا بعد بيان السابق ذكره من حيث الصواب والخطأ, هل ثبت عن النبي قول: "وجعلنا من بين أيديهم سدا .. إلى آخره كذكر؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فذكر ما وافق لفظ القرآن العظيم دون أن يقصد ناقله أنه من القرآن يسمى بالاقتباس، وقد بينا جوازه بشروط، وذلك في الفتوى: 18962.

فلا حرج في كتابة ما وافق لفظ الآية مع تغيير شيء منها ما دام أنه لم يقصد أن ما كتبه من القرآن، والأولى أن يذكرها دون تغيير، تجنبا للتشويش على الناس.

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما نعلم - قراءة هذه الآية الكريمة من الأذكار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات